كانت خطبه وأسلوبه المختلف في الخطابة يدفع الكثيرين إلى اختيار مسجد الحي الجامعي السويسي بالرباط لأداء صلاة الجمعة. كان المسجد والفضاءات المحيطة به تغص بالمصلين من مختلف الفئات الاجتماعية الذي جاؤا للاستماع للخطيب عبد المجيد لوكيلي، لكنه فجأة توقف عن الخطابة واستعاض عنها بإلقاء الدروس والمحاضرات والمشاركة في الندوات داخل المغرب وخارجه. يقول الخطيب السابق عبد المجيد لوكيلي إن قرار التوقف عن الخطابة في مسجد الرباط كان «اختياريا» ولم يترك جفاء في علاقته بالمسؤولين في وزارة الأوقاف او المجلس العلمي الأعلى، بل إن العلاقة ما تزال «على ما يرام» وهناك تعاون مستمر بينه وبين المجلس العلمي المحلي للرباط. السبب كما يقول لوكيلي في اعتزاله الخطابة هو «اختلاف في وجهات النظر حول الخطبة الرسمية» التي تعممها وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية على خطباء المملكة في مناسبات عدة ليقرأوها على مسامع المصلين، وبحسب لوكيلي فإن هذه الخطب « لا يكتبها خبراء في الموضوع وتواجه بتأفف واستهجان من المصلين»، ويضيف « رفضت قراءة الخطبة الرسمية مرتين وتلا كل مرة نقاش في الموضوع وكانت حجتي أن الخطيب ينبغي أن يتمتع بنوع من الاستقلالية» هذا الخلاف أو الاختلاف مع وزارة الاوقاف يسميه لوكيلي ب «اختلاف الفهم في خدمة الثوابت» لكنه لا ينفي أن ?لوزارة تعطي مساحة حرية كبيرة للخطباء. ولم يخف لوكيلي أن حماسة بعض الخطباء واندماجهم أثناء الخطبة يجعلهم يقومون بخرجات غير محسوبة ويقولون كلاما يتنافى مع سياق الخطبة وقد يندمون عليه لاحق، لكن هذا لا يعني أن تلجأ الوزارة للعزل بل ينبغي قبل ذلك فتح حوار مع الخطباء وتنبيههم لما يمكن ان يرتكبوه من اخطاء في خطبهم، مشيرا إلى أن بعض الخطباء الذين عزلوا او انعزلوا حفاظا على استقلاليتهم هم «طاقات علمية كبيرة» فقدها منبر الجمعة وينبغي استثمارها في تأطير المواطنين لأن تهميشهم يضر أكثر مما ينفع. ودعا لوكيلي وزارة الاوقاف إلى وضع برنامج تكويني للخطباء في موضوع الخطبة المعاصرة، كما دعا لما أسماه « مصالحة وطنية جديدة» قائلا « إذا كان المغرب قد فتح باب المصالحة مع أشخاص كانوا يهاجمون إمارة المؤمنين، فلم لا تفتح وزارة الأوقاف باب المصالحة مع خطباء عزلتهم أو انعزلوا وتعيدهم إلى منبر العلم حتى يستفيد الناس من علمهم».