منعت السلطات المحلية خطيب مسجد بلال بحي يعقوب المنصور بالرباط من الدخول إلى المسجد يوم الجمعة الأخير وإلقاء الخطبة في المسجد الذي بدأ العمل به منذ مارس من سنة .200 وتدخل القايد والباشا مصحوبين بعدد من المقدمين لمنع الخطيب من الدخول إلى المسجد بعد قرار المندوب الجهوي بالرباط عزله شفويا من مهمتي الخطابة والوعظ والإرشاد. وكان المندوب الجهوي للشؤون الاسلامية بالرباط قد استدعى خطيب مسجد بلال ليخبره بقرار عزله ووقفه عن الخطابة بالمسجد المذكور، وقال الخطيب ويدعى سعيد النقاش في تصريح ل''التجديد'' إنه تم توقيفه بعد خطبته الاخير التي تناول فيها الاحداث الجارية في العالم العربي (مصر وتونس وليبيا)، إذ دعا المصلين إلى الدعاء للشعوب العربية المظلومة و إلى نصرتهم ضد الظلم ولو بأضعف الإيمان، وتحدث عن رفض الإسلام للظلم ودعوته إلى العدل. هذه الخطبة أثارت حفيظة وزارة الاوقاف واعتبرها المندوب خلطا للسياسة بالدين واتخذ على إثرها قرارا بعزل الخطيب والواعظ شفوبا. الخطيب الذي لم يتوصل بقرار العزل كتابيا، قرر - حسب تصريحه ل''التجديد''- الذهاب إلى المسجد معتبرا ما يحدث تكميما لأفواه الخطباء وتكريسا للصورة النمطية للخطيب الذي يتناول في خطبه مواضيع لا تهم نبض الشارع ولا تتفاعل معه. لكن السلطات منعته من الدخول إلى المسجد واستئناف عمله. هذا وكانت ''التجديد'' قد تلقت شكايات من عدد من الأئمة والخطباء الذين تعرضوا للعزل بقرارات شفوية، من المندوبين الجهويين، في الوقت الذي أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مذكرة تنظم عملية تعيين وعزل القيمين الدينيين، بدأ العمل بها منذ مايو من سنة .2009 وتحدد هذه المذكرة الأسباب التي يعفى بموجبها الإمام والخطيب من مهامه الدينية، إذ لم يعد يخضع لمزاجية المندوبين أو العمال أو غيرهم من ذوي السلطة، بل يعزل بعد صدور حكم قضائي نهائي ضده أو لكونه يتعاطى المخدرات أو لسب فادح في المساجد أو مخالفته علنا لثوابت الأمة، ويتم اتباع مسطرة تنظيمية تتعلق ب(استفسار ثم إنذار فتوبيخ ثم بعد ذلك قرار العزل). وهي المسطرة التي لم يتم اتباعها في عزل خطيب مسجد بلال بيعقوب المنصور بالرباط وآخرين.