هي زينب بنت الخليفة يوسف بن عبد الله المؤمن، وأخت الخليفة يعقوب المنصور، وزوج ابن عمها الأمير أبي حفص بن عبد المؤمن، ولدت في النصف الثاني من القرن 12 م نشأت في بيت الرياسة مستفيدة من أرقى العلوم والآداب التي كانت رائجة في عصرها، ومتفقهة على كبار مشايخ العلم في المغرب والأندلس، حتى صارت من أبرز عالمات وقتها، والمرأة الموحدية النموذج فكرا وسيرة ومذهبا ونزوعا، شهد لها بالباع في علوم العقل والنقل، وبالقدرة الفائقة على محاججة الرجال ومقارعتهم، ولا سيما في مجالي الأدب وعلم الكلام الذي تفقهت فيه أخذا عن أبي زيد عبد الله بن إبراهيم. كانت عالمة بعلم الكلام وأصول الدين صائبة الرأي فاضلة الصفات، فهي المرأة الموحدية النموذج فكرا وسيرة ومذهبا ونزوعا، كتب عنها الشاعر علي الصقلي مسرحية شعرية تحت عنوان الأميرة زينب.. وتنتمي زينب إلى الإمبراطورية المغربية الموحدية أو الدولة الموحدية، وهي امبراطورية مغربية أسسها الموحدون وهم أتباع حركة محمد بن تومرت أسسوا دولة حكمت في شمال أفريقيا وامتد سلطانهم إلى الأندلس مابين عام 1130 - 1269م. وتأسست الدولة على يد قبيلة مصمودة من المغرب وزناتة من الجزائر، لكن سرعان ما أطاحت زناتة بمصمودة واستأثرت بالحكم بدعم من حكام الدولة، أطلق عليهم تسمية «الموحدين» لكون أتباع هذه المدرسة كانوا يدعون إلى توحيد الله توحيدا قاطعا مما جعلهم ينكرون أسماء الله الحسنى باعتبارها أسماء لصفات مادية وهو الحق سبحانه ليس كمثله شيء فكانوا يذكرون الله بإسمه المفرد الله. قاد محمد بن تومرت (1080-1130 م)، وبعده عبد المؤمن بن علي الذي ينحدر من صلبه أمراء الموحدين، أتباع حركة دينية متشددة، وكان يدعو إلى تنقية العقيدة من الشوائب.