وافق حسن حداد وزير السياحة على أن ساحة جامع الفنا المعترف بها تراثا إنسانيا من قبل اليونسكو عرفت تدهورا في بنيتها التحتية، وأيضا في مستوى تقديمها للفرجة الشعبية خلال الفترة الماضية. وأوضح حداد في تصريح خاص بالتجديد على هامش يوم دراسي حول الفنون الشعبية عقد أول أمس السبت بمراكش غاب عنه وزير الثقافة؛ (أوضح) أن الوزارة ليست المسؤولة عن المستوى الذي وصلت اليه الساحة، مشيرا إلى أنها مستعدة لمد اليد لكل من أراد أن يرتقي بها، داعيا كل المسؤولين من وزارة الثقافة والسلطة المحلية والمجلس الجماعي والمجتمع المدني إلى الجلوس الى طاولة الحوار من أجل التفكير الجدي لإعادة الاشعاع لهذه الساحة العتيقة والوحيدة في العالم التي يرجع تاريخها الى 400 سنة خلت. وتأسف حداد عن «اندثار» الفن الحكواتي، وهو الأمر الذي نقله كاتب بريطاني بكثير من الحسرة على حد تعبيره. وبخصوص عدم استفادة السياحة المغربية (ومنها مراكش كأول وجهة وطنية للسياح الأجانب) من «الاستقرار في منطقة اقليمية ملتهبة» وبقاء الأرقام دون ارتفاع ملحوظ حسب الاحصائيات الأخيرة، عزا حداد ذلك إلى كون الطاقة الاستيعابية تزايدت في ظل السنوات الأخيرة بالمدينة الحمراء، مما يحول دون نسبة ملء مرتفعة، إضافة الى تقليص عدد الرحلات الجوية بالثلث، وأيضا راجع إلى كون بعض الفنادق تعرف عدة مشاكل في التسيير وتفتقد الى استراتيجية واضحة في التنشيط. وأضاف حداد «نطمح إلى أن تحتضن مدينة مراكش حدثا كبيرا كل أسبوعين» حتى تبقى المدينة محط جذب للسياح طيلة السنة، مشيرا أن الوزارة تقيم سنويا 80 معرضا في الخارج وما على الفنادق ووكالات الأسفار إلا التحرك من أجل اغتنام فرص تنظيمها. وبخصوص المهرجان الوطني للفنون الشعبية قال حداد إن الحاجة أصبحت ملحة في «إعادة النظر في صيغة إخراجه « حتى يستطيع خلق الحدث وطنيا ودوليا، ولذلك يجب أن يراعى في ذلك احترام المهنية في التسيير وأيضا الاعتماد على الابداع في إخراج العرض الثقافي. واعتبر الوزير أن المهرجان وهو الأعرق في المغرب قادر رغم الامكانيات المحدودة على تقديم التراث المغربي بكل تلاوينه الفنية ولهجاته في حلة مقبولة، ويجب عدم حصره في قصر البديع والانتقال به الى فضاءات أخرى حتى يلتحم أكثر مع ساكنة المدينة وزوارها. ويعيب عدد من المتتبعين للمهرجان الذي تتولى تنظيمه «مؤسسة مهرجانات مراكش» عدم اعتنائه بالفنانين الشعبيين، وعدم وجود رؤية واضحة لتقديم الموروث الثقافي في حلة مقبولة، في حين دق ابراهيم المزند المدير الفني للمهرجان في بلاغ للمؤسسة ناقوس خطر اندثار عدد من الفنون الشعبية في ظل عدم وجود استمرارية الأجيال.