يعتزم مجموعة من "الحلايقية" في ساحة جامع الفنا بمراكش الدخول في إضراب مفتوح عن تقديم الفرجة بالساحة العالمية، المصنفة تراثا شفويا للإنسانية من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، احتجاجا على أوضاعهم وعلى "تجاهل السلطات المحلية لمطلبهم، المتمثل في تنظيم الساحة بعد احتلال الفضاء المخصص للحلقة من طرف عدد من النقاشات وممتهني بعض الحرف الهامشية". وقال عبد الحليم ولد سيدي كانون، رئيس جمعية حرفي الحلقة للفرجة والتراث الشعبي المغربي، إن القرار اتخذ بعد التنسيق بين مجموعة من رواد الحلقة بساحة جامع الفنا، مؤكدا أنه "لا يمكن لأحد تجاهل الدور الذي لعبه "الحلايقية" في جعل ساحة جامع الفنا تصنف ضمن التراث الإنساني من طرف اليونسكو، رغم أنهم لا يستغلون إلا 5 في المائة من الساحة، فيما الباقي يستغله أصحاب المأكولات والفراشة والنقاشات". وأضاف ولد سيدي كانون، في تصريح ل "المغربية"، أن السياح لا تغريهم المأكولات ولا الملابس، بقدر ما يستمتعون بفن الحلقة، كما لم يخف تذمره من "التهميش والإقصاء اللذين يمسان الحلايقية" من طرف الساهرين على الشأن المحلي بمدينة مراكش"، ما يجعلهم يعيشون على المساعدات الشخصية، وما يجود به زوار هذه المدينة. ودعا رئيس جمعية حرفي الحلقة والفرجة والتراث الشعبي المغربي المسؤولين إلى إعادة هيكلة ساحة جامع الفنا، لاسترجاع بريق الحلقة الذي كانت تنفرد به في السابق، مع التفاتة لرواد الحلقة وتكريمهم والعمل على دعمهم، من أجل الحفاظ على طابع الساحة الحضاري وإثراء إرثها الفني، وتفعيل دور الحلقة كأداة تواصل ثقافي وإعلامي واجتماعي. من جهة أخرى، عبر مجموعة من الحلايقية عن "استيائهم من الوضعية التي أصبحت عليها ساحة جامع الفنا، بعد احتلال الفضاء المخصص للحلقة، وتحدثوا عن: التهميش الذي يمسهم من قبل المسؤولين، رغم مراسلة جل الجهات لإعادة الاعتبار لرجال الفرجة والمتعة بالساحة". واعتبر هؤلاء، في تصريحات ل "المغربية"، أن ساحة جامع الفنا فقدت سحرها وبريقها بعد انقراض الحكواتيين، ووفاة عدد من رواد الحلقة، وانسحاب آخرين لصعوبة إيجاد فضاء لممارسة الحلقة، موضحين أن هذا الوضع الذي أصبح يقلق المهتمين بالساحة من جمعيات وأدباء وباحثين وشعراء وفنانين، مخافة اندثار التراث الشفوي من جامع الفنا.