يواصل الحلايقية بساحة جامع الفنا اعتصامهم المفتوح الذي بدؤوه يوم الاثنين 18 غشت 2008احتجاجا على ما أسموه احتلال أجانب عن جامع الفنا لهذه الساحة وممارسة مهن غريبة لا تمت للفرجة بصلة. وتأتي هذه الحركة الاحتجاجية في سياق معركة لاحتلال المواقع بالساحة بعد أن عمت فيها الفوضى ولم يجد مقدمو الفرجة متنفسا لتقديم عروضهم، بل وبدأت عدد من المهن تزحف عليها، كما أن المطاعم المتنقلة طغت على الساحة ويجد الزائر صعوبة في التجوال بسبب كثرة الكراسي التي تحتل جزء هاما منها يصل إلى أكثر من النصف. وعبر هؤلاء الحلايقية لـالتجديد عن احتجاجهم على هدا الاحتلال والإقصاء والتهميش الذي يطالهم من قبل المسؤولين رغم مراسلة جل الجهات المسؤولة لإعادة الاعتبار لرجال الفرجة والمتعة بالساحة. والمثير للاندهاش، يضيف أحدهم، أن الجهة الشرقية من ساحة جامع الفنا تحولت إلى عيادات متعددة الاختصاص تعالج الأمراض المزمنة وغير المزمنة . وفي غياب للسلطات المحلية عن تنظيم هذه الساحة وتركها للفوضى، بدأ عدد من الحلايقية يتجولون بين النقاشات والعشابة ينبهونهم إلى ضرورة ترك الساحة مع تصوير سلعهم، وبين أصحاب المطاعم المتنقلة يأمرونهم بالتزام المساحات القانونية المخصصة لهم، وعند أحدى الحلقات اندلعت مشاجرة بينهم وبين أحد الشبان من العشابة عندما رأى أن رزقه في خطر وأنه محكوم بالطرد من الساحة من أناس يعتقد أن القانون لا يسمح لهم بتنظيم الساحة، وقام بخلع ملابسه أمام الملأ في محاولة لثتيهم. ومن جهتهم رفض العشابة والنقاشات منطق الحلايقية ورؤيتهم لمفهوم الفرجة والتمييز بين أهل مراكش وغيرهم من المدن الأخرى، معتبرين أنهم في الساحة بقوة الأمر الواقع واحتياج الساحة لهم. يذكر أن جمعية مدينة قد نبهت إلى خطورة الأمر وراسلت الجهات المسؤولة حول الفوضى التي تعرفها الساحة التي أعلنت إعلان اليونسكو أنها تراث غير مادي للإنسانية، منبهة إلى منطق الرشاوى التي يتحكم فيها، و خطورة احتمال اندلاع مواجهات عنيفة بين مستعملي هذه الساحة العريقة. كما أشارت إلى أن الوضع بها أصبح يقلق المهتمين بالساحة من جمعيات وأدباء وباحتين وشعراء وفنانين.