الشمال24 من شفشاون توشح جبل الشويحات بالمنتزه الوطني تالاسمطان بإقليمشفشاون، المتواجدة على علو يقدر بحوالي 1800 متر، بالرداء الأبيض ليعيد البهجة إلى نفوس الساكنة المحلية، والزوار، وكذا الفلاحين ومهنيي قطاع السياحة. الذهاب إلى جبل الشويحات الكائن بالمنتزه الوطني تالاسمطان، والذي يعد أبرز المعالم لطبيعية بالمنطقة، ليس بالسهل، خاصة مع وجود مسالك طرقية وعرة، والتي قد تتطلب وقتا زمنيا طويلا في حالة ما إذا اختار الزوار المشي على الأقدام لمدة ساعتين للوصول إليه. وصادف طاقم صحفي من مدينة شفشاون ومن مدن أخرى بعض الزائرين، واتخذوا مبادرة أن يتقدموهم في مبادرة للتعريف بالمؤهلات التي تزخر بها المنطقة. حيث فضلوا التوجه إلى الجبل عبر سيارة الدفع الرباعي انطلاقا من المسبح البلدي لمدينة شفشاون، وذلك قصد خوض مغامرة استكشافية بين جبال المدينة الزرقاء الخلابة. بعض الزوار ممن رافقهم موقع "الشمال24" في هذه الرحلة الاستكشافية، كان لا بد لهم من الوقوف قليلا بمكان المسمى "الحديدة البانورامية" المتواجد بالمنتزه الوطني تالاسمطان، أحد أشهر المنتزهات الوطنية، والذي يعد نقطة انطلاق رئيسية لاستكشاف جبال شفشاون، من أجل الاستمتاع بإطلالات بانورامية لا مثيل لها على مدينة شفشاون الساحرة، والتي تميزت ببيوتها الزرقاء وأزقتها الضيقة، قبل التوجه صوب جبل الشويحات؛ الذي أبى إلا أن يتوشح بالبياض بعد التساقطات الثلجية الأخيرة، أو كما فضل بعض الزوار تسميته ب"إفرانشفشاون"؛ بحكم تشابه الأجواء الثلجية مع تلك التي يتميز بها إقليمإفران. هشام بوقروع، مرشد سياحي بمدينة شفشاون، الذي كان مرافقا للزوار في رحلتهم الاستكشافية إلى جبل الشويحات بحكم خبرته ودرايته بالمسالك الطرقية، أوضح في تصريح لموقع "الشمال24"، أن المنتزه الوطني تلامسطان هو منتزه طبيعي خلاب بحكم توفره على مجموعة من النباتات الطبيعية وبعض الأشجار النادرة، كشجرة الشوح والفلين والأرز وبعض الحيوانات المحمية، بما فيها قردة "المكاك"، والخنزير البري وغيرها من الحيوانات الأخرى، مبرزا أن المسار عبر تسملال هو من أحد المسارات المعروفة بحكم تواجده بين الجبال، إذ يتيح لعشاق الطبيعة اكتشاف الطبيعة الخلابة التي تزخر بها المنطقة. وأضاف بوقروع، أن جبل الشويحات الكائن المنتزه الوطني تالاسمطان، المطل من جهة الشمال على مدينة وادي لو، يتيح للزوار إمكانية الوصول إلى جبل "تيسوكا" كأعلى قمة وهي منطقة غنية بالثروات الطبيعية من نباتات وحيوانات وأشجار نادرة أبرزها شجرة الشوح. ومن جانبه، أوضح إبراهيم حمودان، صاحب مأوى أزيلان السياحي؛ الذي وضع سيارته رهن اشارة الزوار في هذه الرحلة الممتعة، قصد التنقل إلى هذه المنطقة، أن هذه المنطقة تعد من الوجهات السياحية المفضل للزوار المغاربة والسياح الأجانب، وهي منطقة بحسبه تشهد تساقطات ثلجية كل سنة، رغم الصعوبات التي تواجه الزوار في رحلتهم بحكم وعورة المسالك الطرقية، مؤكدا أن المنطقة تزخر يمؤهلات سياحية هامة وتحتاج فقط إلى التفاتة من طرف المسوؤلين من أجل تأهيل المسالك الطرقية حتى يتسنى للزوار التنقل إليها بسهولة باستعمال سيارتهم الخاصة. وبمجرد الوصول إلى جبل الشويحات، كان موعد الزوار مع التقاط صور تذكارية مع الوشاح الأبيض التي توشح بها، فيما فضل البعض الآخر توثيق المشهد البانورامي بفيديوهات أو أخذ ارتسامات الزوار لتلسيط الضوء اللوحات السحرية التي أكتست المشهد الطبيعي، معبرين عن فرحتهم بهذه الأجواء الهادئة والمميزة والاستمتاع بجمال الطبيعة في أبهى تجلياتها، بعيدا عن صخب المدينة. ومن جهته قال إبن مدينة شفشاون، الإعلامي ياسر الحضري الذي حل رفقة طاقم صحفي إلى جبل الشويحات لاكتشاف جماليته، إن "هذه المنطقة لها نفس المؤهلات التي تتميز بها مدينة إفران السياحية، إلا أنها لا زالت تنظر نصيبها من الإشعاع للتعريف بمؤهلاتها"، مبرزا أن "هذه المنطقة تشهد كل سنة، تساقطات ثلجية هامة كما هو الحال بمدينة إفران". ونبه المتحدث ذاته زوار الجوهرة الزرقاء، على كون المدينة لا تتوفر أماكن سياحية معروفة كاوطاء حمام و رأس الماء وحسب، بل إن الإقليم يتوفر على العديد من المؤهلات السياحية الطبيعية، خاصة مع فترة التساقطات الثلجية التي تكسوا قمم الجبال المحاطة بالمدينة، والتي تأسر الزوار من داخل المغرب وخارجه، داعيا في نفس الوقت إلى زيارة هذه الأماكن الخلابة التي تعد من الوجهات السياحية التي يزخر بها الإقليم. وجبل الشويحات سمي بهذا الاسم بحكم الانتشار الكثيف لشجرة الشوح، أو ما يطلق عليها علميا ب" ابيس ماروكانا"؛ حيث تتميز بطول يبلغ 50 مترا، وهو جبل يقع على ارتفاع 1800 متر من سطح البحر، ويبعد عن المدينة نحو 15 دقيقة عبر سيارة الدفع الرباعي، وحوالي ساعتين عبر الأقدام للتأمل في جمال الطبيعة وخوض مغامرة استكشافية من نوع آخر. جبل الشويحات، إلى جانب الجبال الأخرى المجاورة، خاصة في هذه الفترة من التساقطات الثلجية وبمؤهلاتها الطبيعية وأشجارها النادرة والشامخة المكسوة بالثلوج ونباتاتها المتنوعة، أضحى من الوجهات السياحية التي تأسر قلوب عشاق المغامرة والهدوء، ما يجعلها واحدة من أبرز الأماكن التي تستحق الزيارة في شفشاون، ما يستوجب أكثر من أي وقت مضى وفق تعبيرات الزوار، وضع التفاتة من طرف الجهات المعنية وتسهيل الولوج إليها عبر تأهيل المسالك الطرقية المؤدية إليها وفك العزلة عن الدواوير المجاورة لها.