تشهد مدينة إفران في هذا الموسم الثلجي تساقط كميات مهمة من الثلوج غطت مختلف التشكلات الطبيعية البانورامية للمنظومة الإيكولوجية، التي اختفت ببساط ثلجي ساحر ومتفرد تراكم منذ أزيد من أسبوع بفعل تساقطات ثلجية كثيفة بلغت، يوم الخميس الماضي، 54 سنتيمترا، حيث لا لون يعلو فوق لون البياض. فالخضرة الداكنة لغابات البلوط الأخضر والصنوبريات التي تشكل مكون المنظومة الغابوية بإفران، تكاد معالمها تنمحي بما لبست من غطاء صوفي ثلجي ناصع وساحر، أما احمرار قرميد دورها من منازل ومرافق إدارية وإقامات ومآوي سياحية وفضاءات ترفيهية فلم يعد لها لون غير لون البياض. وبحجم هذه التساقطات الثلجية، التي منحت جمالا وكساء للطبيعة، استعادت معه ساكنة إفران سابق الأيام من الفصول المثلجة والممطرة التي كان يعرفها فصل الشتاء بمناطق الأطلس المتوسط منذ سنين، يجزم حديث ساكنة وزوار المنطقة بأن هذه التساقطات الثلجية الكثيفة هي "تساقطات استثنائية" لم تشهدها المنطقة منذ سنين. وقد رسمت هذه الثلوج مشاهد مثيرة عكستها مختلف مكونات النسيج الطبيعي والعمراني، خاصة بوسط المدينة الذي تغيرت معالمه حيث اختفت الشوارع الرئيسية، ولم تعد سوى مسالك بحجم مرور سيارة واحدة التي يتعين على صاحبها السياقة بتأن وحذر شديد حتى لا تنزلق به وسط هذه الأكوام الثلجية، خاصة وأن هذه المسالك هي مشتركة تعبر منها السيارات والمارة من زوار وساكنة المدينة. فجنبات هذه الشوارع امتلأت بأكوام ثلجية ضخمة تشفطها، على مدار الساعة، كاسحات الثلوج التي تخترق هذه التراكمات الثلجية لتمنح صورة جديدة لشريان مرور طرقي ثلجي يتسم بجمالية ورونق خاص يتيح للزوار والساكنة فرصة استكشاف هذا السحر الثلجي الأطلسي الموسمي المتفرد. أما المرافق الترفيهية فلم تعد مظاهرها بارزة، لاسيما المقاهي التي تقلصت مساحة نشاطها وفقدت فضاءها الخارجي حيث ملأت كتل الثلوج مقاعد زبائنها الذين كانوا يفضلون الجلوس بفضائها الخارجي للتأمل في المناظر البانورامية وسط المدينة الذي لم يعد يؤثت فضاءه سوى مدخنات المنازل والإقامات والمآوي السياحية التي تلفظ هنا وهناك دخانا بارزا يزيد من جمالية المكان والذي تشتم منه رائحة الخشب الأصيل المحترق في المدفآت. ولا شك أن مثل هذه المناظر الرائعة والمشاهد الخلابة ستجذب، في نهاية الأسبوع الجاري، الزوار للاستمتاع بروعة المكان وسحره وجاذبيته، وهي مشاهد ستجعل من إفران، في القادم من الأيام، وجهة للسياحة الداخلية بامتياز، لا سيما السياحة العائلية، وهي فرصة يستعد لها أصحاب المقاهي والفضاءات الترفيهية والوحدات الفندقية والسياحية لتلبية متطلبات زوار المنطقة. إنها مدينة تتوفر حقا على مناظر بانورامية خلابة تتمثل في مجموعة من المواقع السياحية من مناظر طبيعية وإقامات سياحية وبنيات تحتية، تستجيب لمتطلبات السياحة الداخلية، فهي تتوفر على حوالي 60 موقعا سياحيا من مؤهلات طبيعية وموارد مائية (عين فيتال ورأس الماء وخادم وعربي والنقرة ...) وبحيرات (بحيرة ضاية عوا وحشلاف وإفرح ...) وفضاءات غابوية (خرزوزة وعائشة امبارك وتومليلين ...)، فضلا عن مناظر خلابة قل نظيرها كمنظر يطو وتيزي أوغماري، إضافة الى مواقع أركيولوجية طبيعية كالصخور ومغارات تايساويت وبوتاغروين وجبل بنيج ... وفضلا عن توفرها على عدة وحدات مصنفة للإيواء تتوزع على فنادق وإقامات فندقية ودور للضيافة ومآوي وملاجئ وضيعات للضيافة ومخيمات مصنفة، تتميز مدينة إفران، التي يتراوح علوها ما بين 1600 و2000 متر، بمناخ معتدل ومناطق رطبة تجعلها قبلة لممارسة رياضات متنوعة كرياضة التزحلق على الثلج خصوصا بميشليفن وهبري والقنص والصيد ورياضة ألعاب القوى. *و.م.ع