دعا مشاركون في لقاء عقدته بمراكش جمعية جامع الفنا تراث شفوي للإنسانية بدعم من منظمة اليونسكو والحكومة اليابانية إلى الحد من هيمنة الطابع التجاري على الساحة وجعلها مكانا مفتوحا للجميع، والبحث عن سبل المحافظة وحماية وتنمية ساحة جامع الفنا كتراث شفهي إنساني يميزها عن باقي الساحات، مع توفير الظروف الملائمة لاشتغال الحلقة والاهتمام بالوضعية الاجتماعية للحكواتيين وإحداث خزانة تجمع كل الوثائق والكتب وإحداث يوم سنوي للاحتفال بساحة جامع الفنا مع اقتراح أن يكون يوم تعيينها تراثا شفهيا مع إرجاع سوق الكتب إلى الساحة. وناقش المشاركون على مدى يومين الوضعية الحالية للعاملين بجامع الفنا، ودور الجامعة والمدرسة في حماية الساحة، حيث أكد أحد المشاركين أن الجامعة غائبة عن مدينة مراكش لأنها لا تملك قوة الكلمة ولا مكان لها عند أصحاب القرار، مضيفا أن المركز الوحيد للأبحاث عقيم ويكتفي فقط بنشر أبحاث ومقالات، في مقابل ذلك تقدم الساحة والمدينة لهذه الجامعة اسمها الذي يغري العديد من الباحثين والدارسين، ومشيرا إلى أن تغييب أصحاب القرار وعدم إشراك ممثلي القطاعات الوزارية، كالثقافة مثلا، في مجالس الكليات، وانعزال الأساتذة الجامعيين وانزوائهم نفسيا، يساهم في عدم مساهمة الجامعة في الحفاظ على هذا التراث الإنساني العالمي. وذكر المتحدث نفسه أنه أثناء تنظيم المهرجان الجامعي كانت هناك رغبة في إخراج طلبة الجامعة إلى الساحة لكن ذلك لم يقع وواجه الاقتراح عدة عراقيل وصعوبات. وقالت ناشطة جمعوية إن الحكواتيين في الحلقات أصبحوا مضايقين من طرف بائعي الأعشاب والمأكولات، كما أن هناك تكسير سلسلة التواصل والاستمرارية بين الجيل السابق والحالي من الحكواتيين والأجيال المستقبلية، مضيفة أن إحصائية همت ألف شاب وشابة بين 13و 16 سنة أكدت اهتمامهم الكبير بالتراث الشفهي خلافا لكل التوقعات، ومعظمهم يعتقد أن المدرسة في شكلها الحالي تساهم في اندثار التراث الشفهي، ومن تم تكمن أهمية نقل هذا التراث إلى المدارس والجامعات وعقد لقاءات بين الحكواتيين وتلاميذ المدارس والطلبة بالمدينة. عبد الغني بلوط