دعت وداد التباع رئيسة مجموعة البحث حول الثقافة والتراث والسياحة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش كافة الفاعلين والجهات المعنية إلى ضرورة المحافظة على الموروث الثقافي اللامادي (التراث الشفوي) الذي يتعرض قسط كبير منه، يوميا، إلى الاندثار. وأضافت في تصريح لوكالة المغرب العربي على هامش الملتقى الدولي حول لامادية الموروث الثقافي المنظم بمبادرة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش يومي 12 و13 يونيو الجاري، أنه بالنظر إلى كون التراث اللامادي يشكل جزء من ثقافتنا وهويتنا فإن ذلك يستعدي جدولته وجرده، والعمل على تلقين المواطن مفهوم التراث اللامادي وحثه على المحافظة عليه وتثمينه. وأوضحت في هذا الشأن، أن التراث اللامادي بالنسبة للمواطن هو كل ما يحمله من معارف تراثية وقيم إنسانية كالحكايات والتقاليد الشفوية والمهن والأعياد أي كل ما يعيشه الإنسان في حياته. وأشارت التباع إلى أن هذا الملتقى، الذي يجمع عددا من المهتمين بمجال التراث من الدول الإفريقية والمغاربية، بالإضافة إلى كندا وفرنسا وانجلترا والولايات المتحدةالأمريكية وتركيا، يدخل في هذا الإطار من خلال إسهام المشاركين في التعريف بمفهوم التراث اللامادي على المستوى الوطني والدولي. كما أشارت التباع من جهة أخرى أن الاعتراف بالمدينة العتيقة لمراكش كتراث عالمي من قبل اليونسكو منذ سنة 1985 وساحة جامع الفنا تراثا شفويا ولاماديا للإنسانية منذ سنة ,2001 يستدعي منا التساؤل حول هذا التراث اللامادي وكيفية إيجاد السبل الكفيلة بالمحافظة عليه من الضياع وتثمينه. ومن جهته لاحظ أحمد السكونتي من المعهد الوطني لعلوم الأركيولوجيا والتراث، أنه إذا كان التراث المادي بطبيعته قد شكل منذ مدة محط اهتمام العديد من الخبراء والمهتمين فإن التراث الثقافي اللامادي حظي من جهته باهتمام جيل لاحق، مشيرا إلى أن تصنيف التراث اللامادي يطرح تساؤلات جد عميقة ومعقدة. وبعد أن أكد على أن تصنيف التراث يشكل آلية لا محيد عنها لمعرفة تجلياته، تساءل السيد السكنوتي بخصوص التراث الثقافي اللامادي حول كيفية المحافظة على هذا التنوع الثقافي. وتناول المشاركون في الملتقى مواضيع تهم مسلسل المحافظة على التراث الثقافي اللامادي.. الدراسة والجرد والتراث الثقافي اللامادي.. أي تراث وأي تصنيف ومسلسل المحافظة على التراث الثقافي اللامادي.. النماذج والتصنيف ورصد والاعتراف وتثمين الموروث الثقافي اللامادي وساحة جامع الفنا.. بين لتصنيف كتراث والتنمية المحلية.