قال وزير الثقافة السيد بنسالم حميش، مساء اليوم السبت، إن موسم طانطان يختزل مسارا حضاريا من خلال رموز اجتماعية وثقافية تربط الماضي العريق بالمستقبل المشرق للأمة المغربية. وأوضح السيد حميش، في كلمة بمناسبة الافتتاح الرسمي لفعاليات الدورة السادسة لهذا الموسم الذي تحتضنه ساحة السلم والتسامح ما بين 10 و13 دجنبر الجاري، أن اختيار شعار "الموروث الثقافي اللامادي رافعة للتنمية المستدامة" نابع من إدراك اللجنة المنظمة لضرورة الاهتداء إلى صيغ تنموية متوازنة، مبرزا أن التنمية التي لا تنبني على مقاربات شمولية كثيرا ما تصل إلى الطريق المسدود. وأشار إلى أن إدراك المعاني الحضارية والإنسانية والبيئية للتراث الثقافي يمثل سموا على الصراعات الإيديولوجية والنزاعات السياسية الضيقة. واعتبر وزير الثقافة أن موسم طانطان يندرج ضمن المساعي الرامية إلى استدعاء هذا العمق الإنساني المشترك من خلال إبراز الخصوصيات المحلية والمحافظة على الموروث الثقافي وصيانة الذاكرة الحضارية الشعبية والتعريف بالتنوع والغنى الطبيعي الذي تزخر به المنطقة. وذكر بجهود منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في الترويج لأهمية هذا التراث، الذي يعد بطبيعته رابطا حضاريا مسالما بين الشعوب والأمم المختلفة المتباعدة. وأبرز جهود المغرب المتواصلة في إبراز تنوعه الثقافي والحضاري المثري والموحد من خلال إدراج موسم طانطان وساحة جامع الفنا بمراكش وعدد من المدن العتيقة والمواقع التاريخية ضمن التراث اللامادي. ومن جانبه، اعتبر السيد عمر بوعيدة رئيس مجلس جهة كلميم- السمارة أن هذه التظاهرة الثقافية تعد محطة مضيئة لإحياء الارتباط بالتقاليد والعادات الأصيلة الضاربة بجذورها في عمق الصحراء المغربية. وأضاف أن هذه التظاهرة الثقافية والسياحية أصبحت ملتقى سنويا لكل القبائل الصحراوية، بفضل الرعاية السامية التي ما فتئ يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للثقافة كرافعة للتنمية وجسر للتواصل بين الشعوب. وأشار إلى أن هذه المناسبة التي تلتحم فيها ساكنة الأقاليم الصحراوية تعتبر فرصة للتعبير أمام الرأي العام الدولي عن مدى تشبث هذه الساكنة بمغربيتها ووحدة المغرب الترابية والانفتاح على محيطه الخارجي لمواكبة التطور الحضاري. وتميز هذا الحفل الذي حضره على الخصوص وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري ووزير السياحة والصناعة التقليدية السيد محمد بوسعيد ووالي جهة كلميم- السمارة السيد أحمد حيمدي وعامل إقليمطانطان السيد أحمد مرغيش، بتقديم كتاب "موسم طانطان، رائعة التراث الشفوي واللامادي للانسانية" لمؤلفه الاسباني كتين منيوث سفير النوايا الحسنة لدى اليونيسكو. كما تتبع الحضور الذي حج بكثافة إلى موقع احتضان الموسم عروضا للفروسية والجمل ولوحات فنية وفلكلورية شاركت فيها عدد من الفرق المحلية والجهوية.