قال وزير الثقافة السيد بنسالم حميش، إنه يمكن اعتبار المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي نظم من 12 إلى 21 فبراير الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، "الصالون الأدبي الأول في أفريقيا والشرق الأوسط". وأوضح السيد حميش، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الأحد، أن الوزارة حرصت على أن تكون المناظرات والندوات التي نظمت على مدى عشرة أيام مجالا للحوار البناء وردود الفعل وطرح الأسئلة. وأضاف أن هذه اللقاءات، التي استأثر مغاربة العالم بحصة مهمة منها والتي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا، خلقت تجاوبا وتفاعلا بين المتدخلين بفضل قيمة وجودة المشاركين الذين كانوا من العيار الثقيل علميا وفكريا وثقافيا، وكذا من حيث جدة المواضيع التي عرفت ابتكارا مهما هذه الدورة. وأشار الوزير إلى أن المعرض عرف نجاحا من الناحية الرقمية حيث وصل عدد زائري المعرض إلى أزيد من 100 ألف زائر. كما ارتفعت المساحة الإجمالية بنسبة 25 في المائة مقارنة مع الدورة السابقة، وعرف المعرض زيادة بنفس النسبة في العارضين (700 دار نشر و250 عارض و40 دولة مشاركة)، بالإضافة إلى الجمالية التي أضفيت على الأروقة. وقال الوزير إن الدورة ال`16 عرفت "لحظات قوية مع شيء من التفاوت"، إذ اعتبر المحاضرة الافتتاحية التي ألقاها الوزير الأول الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان "محطة مهمة جدا". وأضاف أن المحطة الثانية "المؤثرة"، هي محطة أولمبياد الاستظهار والقراءة، وهي التي وصفها ب"التجربة الرائدة"، مبرزا أن الوزارة ستعمل على تكريسها خلال فصول السنة الدراسية بشراكة مع وزارة التربية الوطنية. وبخصوص اختيار شعار "العلم بالقراءة أعز ما يطلب"، قال السيد حميش إن "القراءة ليست محصورة في الكتاب الورقي فقط" لهذا وتماشيا مع روح العصر حضرت بالمعرض كل المقومات والآليات الإلكترونية التي تساعد على القراءة من إنترنيت ووسائطيات تقوي وتحفز على القراءة دون أن تهمش هذه الوسائطيات الكتاب، الذي يظل المحور وقطب الرحى لتحصيل العلم واكتسابه. أما في ما يتعلق بالآفاق المستقبلية لهذه التظاهرة، قال السيد حميش "سنبذل مزيدا من الجهود لتحليل بعض النواقص والثغرات التي قد تكون عرفتها الدورة السادسة عشرة، لتلافيها في الدورات المقبلة". وأبرز أن الدورة السابعة عشرة ستعرف حضور ضيف شرف عكس الدورة الحالية التي خصصت لتكريم مغاربة العالم، و"هم ليسوا ضيوفا في بلدهم"، مضيفا أن مجلس الجالية سيكون لها رواقها وسيصبح من الثوابت في الدورات المقبلة.