اختتمت مساء اليوم الأحد بالدار البيضاء الدورة ال 16 للمعرض الدولي للنشر والكتاب والتي نظمت خلال الفترة من 12 إلى 21 فبراير الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وذلك تحت شعار "العلم بالقراءة أعز ما يطلب". وتعد هذه التظاهرة الفكرية والثقافية السنوية مناسبة للمثقفين والمبدعين يقدمون فيها إنتاجاتهم الفكرية والإبداعية وفرصة للمهتمين والمشاركين في الملتقى للاطلاع على جديد الإبداع. وتميزت هذه الدورة بتكريم مغاربة العالم، وهو التكريم الذي يجسد تصميم المملكة على الانفتاح على مكونات هويتها الغنية، وعلى ثقافات العالم. ونظمت بالمناسبة ندوات ولقاءات مع عدد من الأسماء التي "تمنح المغرب امتدادا ثقافيا في المهاجر القريبة والبعيدة". وأتاحت الدورة 16 للمعرض للمهتمين والزوار فرصة الإطلالة على الثقافة العالمية، من خلال اللقاء المباشر مع المبدعين والناشرين الذين شاركوا في هذه الدورة (40 دولة). وعرفت المحاضرة الافتتاحية، التي ألقاها الوزير الأول الفرنسي الأسبق السيد دومينيك دي فيليبان بعنوان "الثقافة من أجل الحياة في عالم اليوم". نجاحا كبيرا. واستقطبت الندوات، التي احتضنتها القاعات الثلاث والتي أطلقت عليها هذه السنة أسماء ثلاثة من أعلام الثقافة الوطنية فقدهم المغرب خلال سنة 2009، وهم عبد الكبير الخطيبي وعبد الهادي بوطالب ومصطفى القصري، جمهورا عريضا من مختلف الشرائح والأعمار. وتم خلال الدورة تكريم وجوه أدبية وفكرية منها الأديب محمد لفتاح ومدير شركة سابريس محمد برادة (المغرب) وأحمد ولد عبد القادر (موريتانيا)، بالإضافة إلى الكاتب والشاعر والمسرحي الفرنسي جون جونيه الذي اختار مدينة العرائش لكي تكون مثواه الأخير. وكان الجمهور على موعد أيضا مع وزراء ووزيرات الثقافة في لقاء تحدثوا فيه عن تجاربهم وتعلق الأمر بكل من مي بنت محمدآل خليفة(البحرين)، وسهام البرغوثي (فلسطين)، ومصطفى شريف (وزير الثقافة الجزائري السابق)، وبنسالم حميش (المغرب). وأولت الدورة أهمية خاصة لفئة الشباب والأطفال من خلال أولمبياد للاستظهار (نظم لأول مرة وفازت به ثلاث فتيات)، مع تخصيص مجموعة من الأنشطة والفضاءات تتعلق بهذه الفئات العمرية. وشارك في الدورة 16 للمعرض الدولي للنشر والكتاب أزيد من 700 عارض يمثلون 40 بلدا من بلدان عربية وإفريقية وأوروبية وآسيوية وأمريكية. ونظم حوالي 110 لقاء وسهرات (مسرح وموسيقى) وعروض فنية موجهة للأطفال (ورشات وحكي ومسرح). وأقيم المعرض على مساحة إجمالية تبلغ 25 ألف متر مربع، بزيادة 25 في المائة مقارنة مع السنوات السابقة. وتوزع بين قاعتين كبرى وصغرى ومساحة مغطاة وفضاءين خصص أحدهما للأطفال والآخر للسهرات الموسيقية.