قال السيد بنسالم حميش وزير الثقافة إن الدورة ال16 للمعرض الدولي للكتاب والنشر، التي سيحتضنها المعرض الدولي للعاصمة الاقتصادية ما بين 12 و21 فبراير الجاري، ستشكل طفرة نوعية في تاريخ هذه التظاهرة الثقافية. وأوضح السيد حميش، في ندوة صحفية عقدت مساء اليوم الاثنين بالدارالبيضاء وخصصت لتسليط الضوء على فقرات هذه التظاهرة الكبيرة، أن دورة 2010، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ستتميز بتكريم مغاربة العالم تقديرا لهذه الشريحة من المواطنين. وأشار إلى أن هذه التظاهرة الثقافية، التي ستنظم تحت شعار "العلم بالقراءة أعز ما يطلب"، ستولي أهمية كبرى لفئة الشباب والأطفال عبر تنظيم أولمبياد للاستظهار، مع تخصيص مجموعة من الأنشطة والفضاءات تتعلق بهذه الفئات العمرية. ومن جهته، أوضح السيد محمد عامر، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، أن الاحتفاء بمغاربة العالم في إطار هذه التظاهرة يشكل حدثا تاريخيا بامتياز، مضيفا أنه لأول مرة في تاريخ علاقة المملكة مع مغاربة العالم ينظم مثل هذا الحدث بهذه الأهمية وبهذا الشكل. وأضاف أن استضافة مغاربة العالم يؤكد على مدى العناية التي يوليها جلالة الملك للمغاربة في المهجر اعترافا بما يحققونه من تفوق ونجاح في مجالات الفكر والإبداع، موضحا أن الاحتفاء بهذه الفئة يعد مناسبة سانحة للتعريف بإنتاجاتهم وإبداعاتهم لدى الرأي العام المغربي، وفرصة لإطلاق نقاشات وحوارات حول قضايا أساسية تهم المغرب في علاقته مع مغاربة العالم. وقال السيد عامر إن الاحتفاء بمغاربة العالم يعد إقرارا جديدا مفاده أن خريطة مغاربة العالم الجغرافية والسوسيولوجية والمهنية والفكرية شهدت تغييرا جوهريا في العقود الأخيرة، مضيقا أن أبرز هذه التغيرات يتمثل في وجود نخبة صاعدة تلعب أدوارا أساسية في كل ميادين الحياة العامة في بلدان الاستقبال. وبدوره، أكد السيد ادريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، على أهمية هذه التظاهرة الثقافية في التعريف بمغاربة العالم، مضيفا أن هذه الدورة ستعرف مشاركة مكثفة للفنانين والمبدعين المغاربة المقيمين بالخارج. كما استعرض السيد اليزمي برنامج هذا المعرض، الذي تنظمه وزارة الثقافة بشراكة مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والذي سيشمل على الخصوص، تقديم مجموعة من الكتب فضلا عن تنظيم ندوات وموائد مستديرة وسهرات فنية. ويتضمن البرنامج العام لهذا المعرض، الذي سيشارك فيه 720 عارضا يمثلون 38 بلدا من بلدان عربية وإفريقية وأوروبية وآسيوية وأمريكية ، 110 لقاء وست سهرات (مسرح وموسيقى) وعروضا فنية موجهة للأطفال (ورشات وحكي ومسرح). كما ستنظم ندوات تتمحور على الخصوص حول "الإسلام السياسي ومأسسة الديمقراطية" و"تحالف الحضارات بين الواقع والمثال" و"قراءة في تحولات مغرب اليوم" و"التحولات الأدبية في العصر الرقمي" و"دعم الأغنية المغربية" و"الرواية المغربية" و"تجارب نقدية من المغرب" و"الاقتباس بين الروائي والسينمائي" و"الترجمة وسؤال الأصل" و"القصة العربية من خلال نماذج يوسف إدريس وزكريا تامر وعبد المجيد بن جلون" و"الفلسفة اليوم بين الحاجة إليها وصعوبة الفعل والتأثير" و"السينما المغربية إلى أين" و"الهجرة في الأدب الأمازيغي" و"الترجمة كفعل ثقافي تواصلي" و"الهجرة في تاريخ المغرب". وسيتم بالمناسبة تقديم مجموعة من المؤلفات لكتاب مغاربة وعرب وأجانب من أجل التعريف بها. ومن اللحظات القوية لهذه التظاهرة الثقافية التي تنظم بشراكة مع مكتب معارض الدارالبيضاء، تنظيم محاضرة افتتاحية يوم الجمعة المقبل (الساعة 00ر15) ينشطها السيد دومينيك دوفيلبان رئيس الوزراء الفرنسي السابق حول موضوع "الثقافة من أجل الحياة في العالم اليوم"، فضلا عن لقاءات مع فعاليات فكرية وثقافية أجنبية وعربية ومغربية. وستقام الدورة ال16 على مساحة إجمالية تبلغ 25 ألف متر مربع ، بزيادة 25 في المائة مقارنة مع السنوات السابقة .وتتوزع بين قاعتين كبرى وصغرى ومساحة مغطاة وفضاءين أحدهما مخصص للأطفال وآخر للسهرات الموسيقية.