يحيي العالم يوم الأحد 24 مارس 2013 اليوم العالمي لمحاربة السل، وهو المرض الذي يصيب سنويا قرابة 27 ألف مغربي معظمهم من سكان الأحياء الهامشية، وبهذه المناسبة تعتزم الجمعية المغربية لمحاربة داء السل تنظيم مسيرة في الرباط للتحسيس بخطورة هذا المرض ودق ناقوس خطر تفشيه بين الساكنة النشيطة. وحسب بيانات المنظومة الترصدية فإن 70 بالمائة من المرضى المصابين بهذا الداء ينتمون إلى الأحياء الهامشية لكبريات المدن كالدار البيضاء وسلا وفاس وطنجة وتطوان وهي هوامش معروفة بكثافتها السكانية وهشاشة الاوضاع الاجتماعية، وحسب نفس المصدر، فإن هذا المرض يصيب الساكنة الشابة التي يتراوح عمرها ما بين 15 و 45 سنة، 58 بالمائة منهم رجال و 42 بالمائة نساء. هذا ويعد السل الرئوي أكثر انتشارا في صفوف الرجال إذ يصيب 70 بالمائة منهم مقابل 30 بالمائة لدى النساء، أما السل خارج الرئوي وهو الذي يصيب بعض الأعضاء غير الرئتين فيستهدف بشكل أكبر النساء بنسبة 52 بالمائة مقابل 48 بالمائة لدى الرجال. ووفقا لمعطيات وزارة الصحة فإن البرنامج الوطني لمكافحة السل مكن من الكشف المبكر بالنسبة ل 95 بالمائة فيما تجاوزت نسبة نجاح العلاج 85 بالمائة، إلا أن النتائج المحققة تبقى غير مرضية حسب المراقبين بالنظر إلى الانخفاض البطيء في نسبة الإصابة سنويا إذ لا يتعدى الثلاثة في المائة مما يجعل تحقيق المغرب لأهداف الألفية للإنماء أي تحقيق معدل انخفاض يصل إلى 6 في المائة صعب المنال. من جهتها تعتزم العصبة المغربية لمحاربة داء السل تنظيم مسيرة في الرباط باتجاه مستشفى مولاي يوسف بمشاركة فاعلين جمعويين ومنتخبين وسياسيين وذلك لتحسيس المجتمع بخطورة هذا المرض ولفت انتباه صناع القرار لهذه الشريحة التي تعاني منه، وبهذا الصدد أوضح رئيس العصبة جمال الدين البوزيدي ل»التجديد» إن المقاربة الدوائية غير كافية لمحاربة هذا الداء الذي يصيب المواطنين الذي يعيشون في وضعية هشاشة وفقر، داعيا إلى مقاربة شمولية لوقف زحف هذا الداء على المغرب، وأشار البوزيدي إلى أن ارتفاع نسبة تفشي المرض في المغرب يجعل من الصعب تحقيق نتائج الاستراتيجية الوطنية لمكافحة هذا الداء والتي حددت سنة 2050 كأفق للقضاء عليه.