نَبَّهَ وزيرُ الصِّحة، الحسين الوردي، صباحَ اليومِ في يومٍ دراسيٍّ حولَ داء السلِّ بالرباط، إلى أنَّ 70 بالمائة من مرْضَى السلِّ بالمغرب ينحدِرونَ من الأحياء الهامشية للمدنِ الكُبرى؛ كالدار البيضاء وسلَا وفَاس وطنجة وتطوان، استناداً إلى بيانَاتِ المنظومةِ الترصُّدية، نظراً للكثافة السكانية بتلكَ المدن، وهشاشة الأوضاع المعيشية لمَنْ يسكنُونَ في أحيائها المفتقرة إلى شروط العيش الكريم، وهوَ ما يجعلُ مسؤوليةً التصدي للداء ملقاةً على جميعِ الجهات لا وزارة الصحة بمفردها، ما دامتْ عوامل الإصابة به تتظافرُ فيهَا العواملُ السيوسيو اقتصادية بالشروط الصحية، حسب الوزير. وفي سياقٍ متصل، زادَ الوردي، في لقاءِ نظم بفندق حسان تحت شعار "كلُّنا معنيون بمكافحة داءِ السُّل"، أنّهُ على الرغمِ من إبانةِ معطياتِ منظومة المراقبة الوبائية عن تراجعٍ مستمرٍّ للداء بالمغرب، إلَّا أنَّ السُّلَّ لا يزالُ متفشياً بنسبةٍ تتخطَّى ثمانينَ حالةً جديدةً لكلِّ مائة ألفِ نسمَة، وهيَ نسبةٌ أقرَّ القيادي في حزب التقدم والاشتراكية بكونِهَا مرتفعةً، حتَّى وإن كانت تترْجمُ ولوْ علَى المَدَى القريب الجهودَ المبذولةَ في السنوات الأخيرة على نطاقِ الكشف عن الداء من قِبَلِ الوحدات الخاصة بالسل، في الوقتِ الذي تعيقُ فيهِ المحددات السيوسيو اقتصادية مساعيَ تطويقِ المرض بالمغرب. وزيرُ الصحةِ أردفَ بالمناسبة، أنَّ المعطياتِ المذكورة تفرضُ الالتِزامَ بالبرنامجِ الوطني لمكافحة السل، وتبويئهِ مكانةً ضمنَ أولوياتِ الوزارة، مشيراً إلَى أنَّ المغربَ قدْ حققَ في مضمارِ البرنامجِ الوطني المبني على المجانية ولا مركزية العلاج، تقدماً ملموساً فيمَا يخصُّ الكشفَ المبكِّرَ يفوقُ 95%، فيمَا بلغتْ نسبةُ العلاجِ 85%، بيدَ أنَّ خفضَ نسبة الإصابةِ بالدَّاءِ تبقَى بطيئة حسبَ الوزير، إذا علمنَا أنَّهُ لا يتعدَّى 3 بالمائة سنويًّا، وهوَ أمرٌ يقفُ حجر عثرة أمامَ تحقيقِ أهداف الألفية للإنماء. في غضونِ ذلكَ، أشارَ البروفيسور بهلاوي إلى أنَّ الجهود المبذولة للتحسيس ومكافحته لا تزالُ دونَ المأمول، مقارنةً بأمراض أخرى تضارعُهُ من حيثُ الخطورة، في ظلِّ تكتمِ بعضِ المرضَى عن إصابتهم بالداء، نظراً لما يلاقونهُ من تمييزٍ وسطَ المجتمع، الذي لا يتحركُ لإدماجهم حتَّى بعدَ تماثلهم للشفاء، مؤكداً أَنَّ الداء يستوطنُ في غالب الحالات الأحياءَ الهامشيةَ والفقيرةَ، حيثُ لا تتعرضُ البيوت للتهوية الكافية، وتفتقرُ لشروط النطافة اللازمة، علاوةً على عدمِ التعامل مع السل كأولوية، وغياب التنسيق بينَ كليات الطب. وكذا قلةَ الأطروحات العلمية المعالجة لمرض السل بالمغرب، حيثُ ذكرَ الدكتور بهلاوي أنهُ لمْ يكنْ لهُ إشرافُ على أطروحات الدكتوراه المنجزة حولَ المرض منذ 1992.