تخوض العصبة المغربية لمكافحة داء السل، خلال هذه الأيام بمدينة طنجة، حملة توعية لمكافحة داء السل بالمناطق الحضرية المعرضة لخطر انتشار العدوى بهذا الداء. كما قامت بحملة داخل السجون. وأبرز المنسق الوطني للعصبة، عبد الإله العمراني، أن الأطباء والمتطوعين يلتقون بالمواطنين بالمستوصفات والمراكز الصحية ودور الشباب، مؤكدا على أن العمل خلال الحملة منصب أساسا على تحسيس المرضى وعائلاتهم بأهمية مراقبة انتظام وتقدم علاجهم الطبي الذي يمتد على عدة أشهر. وتسجل الحالة الوبائية لمرض السل في إقليم طنجة أصيلة وقوع 160 حالة لكل 100 ألف نسمة، وهو ضعف المعدل الوطني الذي يبلغ 82 حالة لكل 100 ألف نسمة، وفق الإحصاءات التي قدمتها مندوبية الصحة خلال يوم إخباري حول وضعية داء السل بالإقليم. وأضافت الإحصائيات ذاتها أن مستشفيات إقليم طنجة أصيلة استقبلت خلال سنة 2007 ما يقارب 1450 حالة عدوى بالجرثومة المسببة للمرض من بين 26 ألف حالة سجلت بمجموع مستشفيات المغرب. وأكد مسؤولون بمندوبية وزارة الصحة خلال هذا اللقاء أن طابع انتشار المرض بالإقليم حضري بامتياز، حيث فاق معدل الإصابة في المقاطعات الحضرية التي تحتضن أحياء هامشية (بني مكادة، الشرف السواني) 200 حالة في كل 100 ألف نسمة، وهو المعدل الذي ينخفض بالجماعات القروية إلى أقل من 70 حالة.وعن أهداف برنامج التدخل خلال السنوات المقبلة، أبرز المشرفون على المخطط المحلي لتطبيق البرنامج الوطني لمكافحة داء السل أن العمل منصب على تقليص معدل الإصابة إلى أقل من 100 حالة، وتشخيص 85 في المائة من مجموع حاملي الجرثومة، وعلاج 85 في المائة من حالات السل الرئوي، وتقليص معدل الانقطاع أثناء العلاج (9 بالمائة حاليا)، وإعادة تأهيل وتجهيز مراكز تشخيص الداء وعلاجه، ودعم تكوين الأطر المتخصصة في التشخيص، وتتبع الحالات المنقطعة عن العلاج.وكان المندوب الإقليمي لوزارة الصحة الدكتور لحسن راشدي قد أعلن عن إعادة تأهيل خمسة مراكز متخصصة في مكافحة داء السل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال السنة الجارية بعدد من الأحياء الهامشية لطنجة.واعتبر أن تحقيق الأهداف المسطرة ضمن البرنامج رهين بتعبئة وسائل الإعلام والفاعلين التربويين والمجتمع المدني من خلال حملات تحسيسية بالمرض ومخاطره وطرق انتقال العدوى، وخطورة الانقطاع عن العلاج الذي يمكن أن يؤدي لظهور سلالات جراثيم مقاومة للدواء.وفي السياق ذاته، وعلى مستوى المغرب، ما زال معدل انتشار الداء مرتفعا مقارنة مع دول عربية مشابهة، مع نسبة تقلص بطيئة في معدل الإصابة تتراوح بين 2 ,5 و3 بالمائة سنويا.ولداء السل آثار وخيمة اجتماعيا ونفسيا على المصاب، حيث أبرزت دراسة أنجزت لفائدة وزارة الصحة أن الإصابة تؤدي إلى فقدان العمل (18 بالمائة من عدد الإصابات) والسكن (3 ,3 بالمائة) والطلاق (3 ,3 بالمائة) والانقطاع عن الدراسة (6 ,1 بالمائة).