قال الحسين الوردي وزير الصحة إن البرنامج الوطني لمحاربة داء السل فشل في التخفيض من حالات الإصابة، مشيرا في تصريح صحفي على هامش لقاء وطني نظمته الوزارة أمس الأيام لوضع خارطة عمل لمحاربة داء السل، إلى أن الوزارة وضعت مخططا جديدا رصدت له 30 مليون درهم سنويا ويشارك فيه البنك العالمي لمحاربة السيدا والملاريا ب 20 مليون درهم. وأوضح الوردي أن هذا المخطط يركز على الحكامة الجيدة وسن سياسة جهوية في محاربة هذا الداء، والجودة في العلاج خاصة العلاجات الوقائية، إضافة إلى سن سياسية تشاركية وتوافقية مع المجتمع المدني والمنتخبين والإدارة الترابية، كما يركز المخطط على العمل على التخفيف من المحددات السوسيو اقتصادية للمواطنين المغاربة. وأوضح الوردي إلى أنه على الرغم من أن المغرب حقق في إطار البرنامج الوطني لمحاربة السل تطورات ملموسة على مستوى الكشف المبكر تفوق 95 بالمائة وعلى مستوى نسبة نجاح العلاج تتجاوز 85 بالمائة، كما نجح البرنامج في خفض نسبة الإصابة بالداء بشكل مطرد من سنة إلى أخرى؛ إلا أن هذا الانخفاض يبقى بطيئا لكونه لا يتعدى سنويا الثلاثة في المائة مما يجعل تحقيق المغرب لأهداف الألفية للإنماء أي تحقيق معدل انخفاض يصل إلى 6 في المائة صعب المنال. وقال الوردي إن نسبة تفشي داء السل في المغرب «جد مرتفعة» مشيرا إلى أن المعطيات التي ترصدها منظومة المراقبة الوبائية تؤكد أن هذا المرض رغم تراجعه مازال يتفشى في بلادنا بنسبة تفوق الثمانين حالة جديدة لكل مائة ألف نسمة، حيث سجلت الوزارة العام الماضي 27 ألف حالة أصيبت بالسل وهي «وضعية مقلقة» يقول الوردي. وقال الوزير إن سبعين بالمائة من المرضى حسب بيانات المنظومة الترصدية، ينتمون إلى الأحياء الهامشية لكبريات المدن كالدار البيضاء وسلا وفاس وطنجة وتطوان وهي هوامش يقول الوزير معروفة بكثافة ساكنتها وهشاشة أوضاعهم المعيشية، مشيرا إلى أن 58 بالمائة من المصابين بداء السل رجال و 42 بالمائة نساء، كما أنه مرض يصيب الساكنة الشابة التي يتراوح عمرها بين 15 و45 سنة. من جهته دعا الدكتور جمال الدين البوزيدي رئيس العصبة المغربية لمحاربة داء السل إلى ضرورة إعادة النظر في البرنامج الوطني لمحاربة داء السل والمقاربة التي اعتمد عليها داعيا في تصريح ل»التجديد» إلى إشراك الجميع في معالجة هذه الإشكالية. وشدد البوزيدي على ضرورة انخراط عمداء المدن في برنامج محاربة السل خاصة أن نسبة الإصابة ترتفع في الأحياء الهامشية، مشيرا إلى أنها تصل في أحياء فاس الهامشية إلى 450 حالة في 100 ألف نسمة.