شهدت ساحة جامع الفنا وممر البرانس القريب منها عشية أول أمس الثلاثاء فاتح يناير 2013، حالة من الفزع والهلع دفعت عددا من التجار إلى إغلاق محلاتهم التجارية، وذلك تحت تأثير إشاعة انتشرت سريعا تقول بوجود عصابات تدمر وتحرق قادمة من حي سيدي يوسف بن علي. وشوهد عدد من المواطنين والسياح يركضون في كل اتجاه وانتقلت الإشاعة بسرعة إلى أحياء مجاورة حيث فرغ الشارع من المارة لمدة زادت عن 20 دقيقة قبل أن تعود الأمور إلى حالتها العادية. وأفاد شهود عيان أن مجموعة صغيرة من الشباب (حوالي 20 فردا) قرروا تنظيم وقفة احتجاجية بساحة جامع الفنا بدعوى تضامنهم مع معتقلي سيدي يوسف بن علي، حيث رفعوا شعارات منددة بالاعتقال وتمجد الشعب، فتطور الأمر إلى مشاداة مع بعض التجار أصحاب المحلات والذين رأوا أن الاحتجاج في مكان حساس مثل "ساحة جامع الفنا" وفي هذا الوقت بالذات يهدد مصالحهم ويعيد إلى الذاكرة المأساة التي عانتها المدينة على إثر الاعتداء على مقهى أركانة والمتمثل في تراجع السياحة والكساد الخانق. وأضافت المصادر ذاتها أن تدخل الأمن لفض الاشتباك ووصول سيارة إسعاف لنقل إحدى السيدات أغمي عليها والازدحام الكبير دفع بالمتحلقين إلى الهروب إلى كافة الاتجاهات مما ولد حالة من الرعب والخوف وسط الحضور، كما زادت الإشاعات التي أبى البعض إلا أن يثيرها مدعيا أن مجموعة من المحتجين في طريقهم إلى ساحة جامع الفنا من أجل التخريب والنهب والاعتداء على المواطنين المسالمين دفع بكافة التجار إلى الإسراع بإغلاق محلاتهم التجارية. وأكد أحد رؤساء جمعيات التجار بالساحة في اتصال هاتفي ب "التجديد" أن التجار تصدوا لرؤوس الفتنة حسب تعبيره، كما أشار إلى حالة الخوف والرعب التي أصيب بها كثير من السياح الأجانب، مشيرا إلى أن هناك مؤامرة لضرب السياحة في المدينة. وأضاف أن اجتماعا سيعقد مع باقي رؤساء الجمعيات للنظر في كيفية التصدي إلى هذه القلاقل على حد تعبيره.