عاشت ساحة جامع وأحياء أخرى بمراكش حالة من الفوضى والهلع مساء اليوم الأول من السنة الجديدة، بسبب إشاعة انتشرت في صفوف السكان كالنار في الهشيم محدثة في نفوسهم رعبا شديدا أصاب الحياة بأسواق وتجمعات تجارية بشلل تام. عاشت ساحة جامع وأحياء أخرى بمراكش حالة من الفوضى والهلع مساء اليوم الأول من السنة الجديدة، بسبب إشاعة انتشرت في صفوف السكان كالنار في الهشيم محدثة في نفوسهم رعبا شديدا أصاب الحياة بأسواق وتجمعات تجارية بشلل تام. وفي الوقت الذي كانت فيه مجموعة من حركة 20 فبراير بعدد قليل من الأفراد تعتزم تنفيذ وقفة تضامنية مع سكان سيدي يوسف بن علي قبالة بريد المغرب بساحة جامع الفنا حوالي الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الثلاثاء ، وهي الوقفة التي فرقتها القوات العمومية بسرعة ، شاع بين مرتادي ممر البرانس وتجاره أن فلولا من الغاضبين القادمين من سيدي يوسف بن علي يزحفون بسيوفهم وأسلحتهم البيضاء على الساحة مخربين كل ما يجدونه أمامهم . فاندلعت حالة من الفزع و الفوضى وعمت الهرولة والجري في مختلف أنحاء الساحة ، وعجّل التجار الذين يعرضون بضائعهم بأسواق جامع الفنا بإغلاق محلاتهم ، فتكسرت واجهات بعضها بسبب الارتباك الذي أملاه هذا الظرف المفاجئ . وأصيب بعض النسوة بإغماءات بسبب الخوف . وفي لمحة العين أضحت أسواق الساحة بما فيها تلك المتواجدة بباب فتوح وفحل الزفريتي ودرب ضبشي والرميلة كما لو خضعت لقرار إفراغ صارم : كل المحلات والمقاهي والمطاعم مغلقة . أحد الأشخاص الذي كان متواجدا بممر البرانس لحظة وقوع هذه الفوضى صرح قائلا « كانت الأمور تجري بإيقاعها العادي ، وفجأة دوت صفارة إحدى السيارات تبين في ما بعد أنها كانت تابعة للوقاية المدنية التي أتت لنقل إحدى المشاركات في تظاهرة 20 فبراير و بموازاة معها دخل إلى الممر شخصان يهرولان ويصرخان « يحيا الشعب ، يحيا الشعب ، هاهو ما جايين ، ها المتظاهرين جايين ،هاهو ما بالسيوف جايين « فأصيب المارة بذعر شديد، وانطلقوا هاربين في مختلف الاتجاهات ، واستبد بنفوس التجار الخوف من تكرار سيناريو يوم 20 فبراير 2011 .. « وقالت سيدة أخرى « كنت بصدد اقتناء بعض الأغراض من بائع بالممر، و فجأة تدافعت الأجساد مهرولة ، وسمعت البعض يصرخ « هادوك ديال سيدي يوسف بن علي جايين بالسيوف والحجر.» وأمام قوة الصدمة نبه التجار بعضهم بالهواتف ، فاستجابت كل المناطق المحيطة بجامع الفنا لذات الخوف ، وسارعت بالإغلاق . وفي الوقت الذي عززت فيه القوات العمومية حضورها بساحة جامع الفنا لمواجهة أي احتمال حيث شوهد وصول حافلات البلير إليها ، ومرابطة أخرى قرب ساحة مسجد الكتبية، تبين أن الإشاعة لم تقتصر على ساحة جامع الفنا وما يحيط بها من أسواق، بل امتدت إلى أحياء أخرى طالها نفس المصير . ففي باب دكالة ظهرت مجموعة تتكون من أربعة أشخاص تجري وتصرخ « وهربوا .. هاهو ما جايين بالسيوف ..» وكان ذلك كافيا لإثارة الرعب في صفوف السكان والتجار بل حتى بعض سائقي الطاكسيات الذين فروا بعيدا مخافة تخريب سياراتهم. فبدت ، في حدود السابعة مساء، سويقة باب دكالة المعروفة بحيويتها وسهرها ، مهجورة بالكامل ومغلقة عن آخرها. وعاينت الاتحاد الاشتراكي نفس الوضع بعين إيطي ، حيث أغلقت كل المحلات أبوبها ، و هرول الناس نحو بيوتهم . و صرح بعضهم أن مجموعة تمتطي دراجات نارية كانت تجوب الحي و تحذر السكان من الخطر الذي يهددهم بسبب فلول المسلحين الذي عاثوا تخريبا في مراكش. وامتد الخوف إلى حي جليز حيث أغلقت بعض المقاهي أبوابها وخفت الحركة بشوارعه . وقال مصدر أمني إنه بالفعل قد تم رصد مجموعات من المشاغبين ، سخروا أنفسهم لنشر هذه الإشاعة وترهيب السكان بها. وأوضح أن هذه المجموعات تتحرك بشكل منظم وتنتقل بين الأحياء مستعملة أسلوب الصدمة والمباغتة لبث الرعب وشل قدرة الناس على التفكير . وكانت أجواء التوتر قد عادت إلى منطقة سيدي يوسف بن علي بعد ظهر يوم الثلاثاء فاتح يناير الجاري بعد أن حاولت مجموعة الخروج بمسيرة مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية أحداث الجمعة والسبت الماضيين، وهو ما لم تسمح به القوات العمومية التي استعملت خراطيم المياه لتفريقهم . ويذكر أن ابتدائية مراكش قد حددت موعد الاثنين 7 يناير للبت في ملف 12 معتقلا على خلفية الأحداث العنيفة التي عرفتها المنطقة، احتجاجا على غلاء قيمة الماء والكهرباء. ويواجه المتابعون تهم التجمهر بدون ترخيص وتخريب ممتلكات عامة واستعمال العنف ضد هيئة عمومية منظمة.