أقر مجلس مجمع الفقه الإسلامي في دورته الرابعة عشرة بحرمة فوائد البنوك التقليدية انطلاقا من الإجماع المعاصر لدى الفقهاء والعلماء، وأكد المجمع أن الجهاد والاستشهاد لنشر العقيدة الإسلامية والدفاع عنها أو الدفاع عن حرمة البلاد إنما هو دفاع عن الحرية. جاء ذلك في الجلسة الختامية للمجلس التي انعقدت جلساته بالعاصمة القطرية الدوحة من 11 إلى 16 من الشهر الجاري. وقد أرجا المجمع البت في العمليات الاستشهادية إلى دورة لاحقة متعللا ببحث القضية ببحوث معمقة. وفي تصريح لوسائل الإعلام التي تابعت الجلسة الختامية قال آية الله محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران إن هذا التأجيل تم "للأسف" بمبادرة فردية من رئاسة مجلس مجمع الفقه الإسلامي الشيخ الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد، وإنه كان هناك إجماع بين كافة العلماء والفقهاء على شرعية الانغماس في العدو – أي العمليات الاستشهادية- ولكن يبدو أن هذا الاتفاق لم يصل إلى مرحلة التنفيذ، حسب قوله. واعتبر الشيخ آية الله التسخيري أن هذا الموقف موقف سلبي تجاه العمليات الاستشهادية التي "هي طريقنا للخلاص من عدونا أو كما قال الشيخ القرضاوي القنابل البشرية في مقابل قنابلهم النووية"، وأضاف أن "العدو فرضها علينا لأننا لا نملك سلاحا يضاهي سلاحهم، لو كان معنا سلاح يكافئ سلاحهم لاستخدمناه... مع الأسف الشديد هذه العمليات الاستشهادية الطاهرة نقف منها (اليوم) موقف المتفرج و التأجيل و التسويق.. هذه أمور نرفضها تماما و ننزه مسيرة المجتمع منها". وقد شدد مجمع الفقه الإسلامي في مسودة القرارات والتوصيات على أن " الجهاد والاستشهاد لنشر العقيدة الإسلامية والدفاع عنها وعن حرمة الأوطان ليس إرهابا ، وإنما هو دفاع عن حقوق أساسية ولذلك كان من حق الشعوب المغلوبة على أمرها والخاضعة للاحتلال أن تسعى للحصول على حريتها بكل الوسائل التي تتاح لها"، في حين عرف الإرهاب بأنه «العدوان أو التخويف أو التهديد ماديا أو معنويا الصادر من الدول أو الجماعات أو الأفراد على الإنسان، دينه أو نفسه أو عرضه أو عقله أو ماله بغير حق بشتى صنوفه وصور الإفساد في الأرض». وأوضح الدكتور علي السالوس عضو اللجنة التحضيرية لقرارات الدورة الرابعة عشرة لمجمع الفقه الإسلامي أن المجمع أكد أن العمليات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني استشهادية ولكن تم تأجيل البت في الحكم النهائي والتفصيلي لحين مناقشة القضية جزئيا في أبحاث بالدورة القادمة. وقد كان الدكتور يوسف القرضاوي دعا في جلسة "حقوق الإنسان والعنف الدولي" إلى ضرورة أن يبين مجمع الفقه الإسلامي شرعية العمليات الاستشهادية باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي يملكها الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة القتل والإرهاب والترسانة النووية الإسرائيلية. إجماع على تحريم فوائد البنوك وأكد الدكتور السالوس من جهة ثانية أن المجمع شدد في مسودة القرارات والتوصيات على أن هناك "إجماعا معاصرا لا تجوز مخالفته على تحريم فوائد البنوك"، "وهو ما تضافرت عليه القرارات والفتاوى منذ المؤتمر الإسلامي الثاني لمجمع البحوث الإسلامية المنعقد بالقاهرة في المحرم سنة 1385ه/ مايو 1965م، وحضره 85 فقيها من كبار علماء الأمة، وضم ممثلين ل35 دولة إسلامية، ونص في بنده الأول على أن الفائدة على أنواع القروض كلها ربا محرم". وذكر المجمع في بيان تحريمه بمجموعة من المؤتمرات والمجمعات الفقهية بالإضافة إلى فتوة المفتي آنذاك الدكتور محمد سيد طنطاوي سنة 1409ه/ 1989 وفتوى العديد من الهيئات العلمية. يشار إلى أن الدورة الخمسة عشرة لمجلس مجمع الفقه الإسلامي ستقام بعاصمة عمان مسقط بعد طلب من السلطان قابوس بن سعيد بعد طلب باستضافة الدورة. الدوحة – عبد الحكيم أحمين