في إطار إيمانها بالمخالطة الإيجابية، ووفقا في التعاون على الخير مع الغير ترى الحركة أوجه التفاعل مع الشركاء الدعويين كما فصلها الأستاذ محمد الحمداوي رئيس الحركة "تتخذ صورا شتى من التعاون أو التنسيق، أو التواصل أو التشارك والدعم والنصرة، أو التعايش والاعتراف المتبادل، أو التناصح والترشيد، وهي مساحات رحبة وواسعة في العلاقة تجد أصلها في قوله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب"سورة المائدة:03. ويمكن أن نقف على بعض أوجه التفاعل بين الحركة وباقي الفاعلين بكل اختصار: أولا: التعامل مع وزارة الأوقاف، فقد باركت الحركة إعادة هيكلة الحقل الديني، وما حددته الوزارة من قواسم المشترك الديني بالمغرب المتمثل في: العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي، والتصوف على طريقة الجنيد، وإمارة المؤمنين. ببيان صدر بتاريخ 4 أكتوبر2008، واقترحت أفكارا إصلاحية على الوزارة، منها: تعزيز الاجتهاد، إشراك كل الفاعلين في الحقل الديني، العمل على انسجام السياسات العمومية مع القيم الدينية. كما سخرت إعلامها خصوصا جريدة التجديد لتغطية بعض أنشطة الوزارة. ثانيا: جماعة العدل والإحسان فرغم الاختلاف في التصور والأولويات بين الحركة والجماعة، فقد كان بينهما تنسيق وتعاون في قضايا وطنية مثل مناهضة خطة إدماج المرأة في التنمية، والقضايا العربية والإسلامية كالقضية الفلسطينية والعراقية... ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني. وهذا لم يمنع الحركة أن تنتقد برسالة نصح مواقف الجماعة رؤى ومنامات أعضائها وتحديد قيام الخلافة في سنة 2006. ويمكن القول: أن تدبير الخلاف بين الحركة والجماعة يعرف تقدما ولو بطيئا تؤطره القاعدة الشهيرة للشيخ رشيد رضا رحمه الله (صاحب تفسير المنار) الذي كان يقول: نتعاون فيما اتفقنا فيه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه. ثالثا: الطرق الصوفية على الرغم من اعتراف الحركة بالدور التاريخي الرائد للطرق الصوفية في نشر الدعوة ودعم الجهاد، وما تقوم به في الحاضر من تربية وتعليم في الحقل الديني، فالعلاقة بين الحركة والطرق الصوفية هشة إن لم نقل منقطعة، الشيء الذي يحاول الخصوم والأعداء استغلاله للوقيعة بين الطرفين وإضعافهما معا. لذا نرى قيادة الحركة تكتب: وإذا كان انفتاح الحركة على الدولة والعلماء قد أثبت نجاحه، فإنها محتاجة إلى تطوير علاقاتها العامة لجعل العلاقة مع الطرق الصوفية تدخل في دائرة " الممكن. رابعا: التيار السلفي: وقفت الحركة بإعلامها وبياناتها وأعضائها في العمل الحزبي ضد ما وقع من ظلم على أصحاب هذا التيار إثر الاعتقالات التي حدث بعد الأحداث الإرهابية ل 16 ماي، ودعت إلى المعالجة الشمولية المندمجة وعدم الاكتفاء بالحلول الأمنية وفتح باب الحوار أسوة بما حدث في بلدان إسلامية أخرى وما رافقها من مراجعات فكرية ومنهجية، والتحقيق في الانتهاكات الجسيمة التي وقعت في هذا الملف، كما نددت بسياسة إغلاق دور القرآن التي دشنت إثر ما نسب للشيخ المغراوي بخصوص تزويج الصغيرة، وإن من شأن هذه المواقف وأمثالها أن يفتح جسور الحوار مع التيار السلفي المعتدل في أفق ما يمكن تحقيقه من تعاون وتنسيق. ولا ننسى بمناسبة الحديث عن مواقف الحركة تجاه ملف الظلم الواقع على المعتقلين البلاء الحسن الذي أبلته الحركة بخصوص ملف "اعتقال الستة" فيما سمي بملف بلعيرج، الذين كان من أبرزهم بالإضافة إلى الأخ ماء العينين عن حزب العدالة والتنمية، كل من المعتصم زعيم حزب البديل الحضاري ومحمد المرواني رئيس حزب الأمة، وقد تم الاحتفاء بهم واستقبالهم بمقر الحركة إثر الإفراج عنهم. وكل ذلك مما سيكون له ما بعده في أفق مزيد من التعاون مع مختلف الفاعلين الدعويين.