دعا الجيش الأمريكي أمس الثلاثاء المدنيين في مدينة النجف إلى إخلاء المنطقة التي تشهد معارك بين قوات الاحتلال الأمريكية وقوات الأمن العراقية من جانب وميلشيا جيش المهدي الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر من جانب آخر لليوم السادس على التوالي، وسط مخاوف من إقدام القوات الأمريكية على شن عملية عسكرية واسعة بالمدينة. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية: إن مدرعات الهامفي الأمريكية جابت بعض أحياء مدينة النجف (160كم جنوب بغداد)، وطالبت عبر مكبرات للصوت الأهالي بإخلاء مناطق العمليات دون أي تأخير. وهذه هي المرة الأولى التي تطالب فيها قوات الاحتلال الأمريكي بإخلاء المنطقة بحسب سكان المدينة الذين باتوا يخشون أن تقوم تلك القوات بعملية واسعة. كما طالبت القوات الأمريكية ميليشيات جيش المهدي بمغادرة النجف. وبحسب الوكالة الفرنسية فقد سمع دوي قنابل الدبابات وقذائف الهاون في محيط مقبرة النجف حيث يتحصن أنصار الصدر. وقد حلقت الطائرات الحربية الأمريكية في سماء النجف على ارتفاع منخفض مخترقة جدار الصوت. وحاول العديد من أهالي المدينة بعد سماعهم عن تقارير تحدثت عن هدنة لمدة 24 ساعة التوجه إلى محالهم التجارية لتفقد ممتلكاتهم، فيما حاول آخرون الهروب من المدينة. وأكد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مؤتمر صحفي عقده في مرقد الإمام علي في وسط النجف الإثنين 2004-8-9 أنه يريد محاربة قوات الاحتلال في النجف حتى آخر قطرة من دمه. من جانبه رفض رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي أي مفاوضات من أجل عقد هدنة مع ميليشيا جيش المهدي. وكان محافظ النجف عدنان الذرفي قد أعلن للوكالة الفرنسية أن المعارك في المدينة توقفت لبضع ساعات الإثنين من أجل إجلاء الجرحى. وأوضح صباح كاظم متحدث باسم وزارة الداخلية أن توقف القتال يتعلق بمبادرة محلية، وأنه لا علاقة للحكومة المؤقتة بهذا التوقف القصير للقتال. وأعلن جيش المهدي -في بيان له-أنه ليس المبادر في المعارك وسيوقفها بالتالي، لساعة أو أكثر، فقط إذا توقف الجانب الآخر أولا. وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن أصوات إطلاق قذائف الهاون ونيران الأسلحة الرشاشة عادت تسمع مجددا الإثنين مساء في النجف. وكان الجيش الأمريكي قد أعلن يوم السبت الماضي مقتل أكثر من 360 مقاتلا من ميليشيا جيش المهدي في المعارك، فيما تحدث محافظ مدينة النجف عن سقوط 400 قتيل. لكن جيش المهدي نفى هذه الأرقام مؤكدا سقوط 15 قتيلا و35 جريحا في صفوفه حتى مساء الأحد الماضي.