أصدرت هيئة العلماء المسلمين، أكبر المراجع السنية بالعراق، فتوى حرمت على العراقيين جميعاً وبينهم قوات الشرطة والحرس الوطني القتال إلى جانب القوات الأمريكية ضد ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة النجف جنوب العراق، ودعت إلى جانب قوى شيعية أخرى جميع القوى الوطنية العراقية إلى الاعتصام والتظاهر الجمعة 13-8-2004 تنديداً بما يحدث في المدينة الشيعية. وجاء في الفتوى التي تلاها الشيخ "عدنان العاني" عضو الهيئة على الصحفيين الخميس 12-8-2004 "لا يجوز لأي مسلم أن يتعاون مع الاحتلال في قتل إخوانه وأهل بلده ومطاردتهم سواء انتسب إلى الحكومة العراقية أم إلى فئة أخرى تقف مع المحتلين". وأضاف أن "على أجهزة الشرطة والدفاع المدني العراقية (الحرس الوطني) أن يحذروا من عقوبة الله وسخط الشعب في الوقوف إلى جانب قوات الاحتلال والمشاركة في سفك دماء إخوانهم من أبناء بلدهم". واعتبرت الفتوى أن "ما يجري في مدينة النجف الاشرف على أيدي قوات الاحتلال الأمريكية من حملات القمع والقتل والهدم والإبادة إنما هو عمل إجرامي محرم شرعا وقانونا وعرفا لأنه طال من يرفض الاحتلال ويقاومه كما أنه طال حرمات المسلمين ومقدساتهم ومراقد آل البيت، وتسبب في تشريد الآلاف بمن فيهم النساء والأطفال والعجزة". وشددت الفتوى على أن "السكوت على هذه المذبحة التي مضى عليها أكثر من أسبوع إنما يعد سكوتا عن قول كلمة الحق وموالاة للإثم والباطل، سواء كان ذلك من قبل علماء الدين أم من الأحزاب والجماعات والمؤسسات التي تنتمي إلى هذا البلد الجريح". ودعت الفتوى جميع الأطراف إلى "اتخاذ الحوار سبيلا لحل هذه الأزمة الخطيرة وتجنيب هذه المدينة وأهلها مزيدا من الحروب والدمار". وتشن القوات الأمريكية والشرطة العراقية منذ يوم 5-8-2004 هجوما واسعا على الميليشيات الشيعية التي تدين بالولاء لمقتدى الصدر في النجف. وتعارض هيئة العلماء المسلمين، أبرز منظمة سنية، بشدة الاحتلال الأمريكي للعراق. دعوة للتظاهر والتبرع كما دعت هيئة العلماء المسلمين إلى تظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة في جامع أم القرى للتنديد بالعمليات العسكرية الأمريكية ضد مدينة النجف. وأعلن الشيخ أحمد النجار عضو الهيئة لوكالة "قدس برس" للأنباء أن الهيئة دعت أيضا عموم المواطنين العراقيين إلى مراجعة مراكز التبرع التي أقامتها في عدد من مساجد بغداد والمحافظات من أجل تقديم المساعدة والعون لأهالي مدينة النجف. بيع الضمير للاحتلال ومساء الخميس شهدت مدينة الكاظمية ببغداد مؤتمرا عقد في حسينية "آل الصدر" بحضور الحركة الوطنية الموحدة والكتلة الإسلامية الموحدة وهيئة العلماء المسلمين والمدرسة الخالصية حول أحداث النجف. وطالب نحو 700 شخص شاركوا في المؤتمر في بيانهم الختامي بفك الحصار عن المدينة والتحذير الشديد من تدنيس المحتل لها، واعتبروا أن "ما يحدث اليوم كشف عن المستوى المتدني لما يسمى بالحكومة العراقية المؤقتة وما وصلت إليه من المستوى الرخيص وذلك ببيع الضمير للاحتلال تحت عنوان مقاومة الإرهاب". ونصح البيان أعضاء الحكومة المؤقتة بأن "ينجوا من لعنة التاريخ وغضب الشعب بأن يقدموا استقالتهم أو أن يقفوا موقفا وطنيا مسئولا إزاء ما يحصل في النجف". ودعا البيان جميع القوى الوطنية العراقية إلى الاعتصام أمام قصر المؤتمرات صبيحة الجمعة من أجل إيصال صوت الشعب المدوي إلى العالم أجمع. كما دعا البيان إلى حقن دماء الشعب العراقي، ومطالبة كل القوى الوطنية بحفظ كرامة الشعب العراقي في حريته واستقلاله وذلك بالوقوف أمام هذه الهجمة الشرسة. وكان المشاركون في المؤتمر قد نددوا في كلمات أمام المؤتمر بالهجوم الذي تشنه القوات الأمريكية وعناصر الأمن العراقي علي عناصر ميلشيا الصدر بالنجف. إسلام أون لاين