اعتبر الخبير الفرنسي المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية أوليفي روا أن معركة النجف الجارية حاليًّا بين القوات الأمريكية ومليشيا الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر تشكل حلقة الربط بين المقاومة السنية والمقاومة الشيعية، وتدفع باتجاه تشكيل ما أسماه المقاومة الوطنية الإسلامية بالعراق. ففي تصريحات خاصة لشبكة إسلام أون لاين.نت اعتبر أوليفي روا، صاحب كتاب الإسلام المعولم، أنه على الرغم من أن ما يجري في النجف لا يشكل ثورة حقيقية شاملة، فإنه بشكل ما يمكن أن نسميه حلقة الربط والتواصل بين المقاومة السنية والشيعية للاحتلال الأمريكي للعراق. وأضاف روا، الذي يرأس وحدة بحث في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي >أن السؤال الآن هو هل ستتواصل انتفاضة الصدر إلى نهايتها، أم أن الأمر يبقى رهينًا باتفاق مع قوات الاحتلال الأمريكية والحكومة العراقية المعينة؟<. وبيّن روا أن حركة الصدر التي كانت مع بداية احتلال العراق حركة أقلية ثائرة يديرها زعيم كاريزمي مبتدئ، تحولت بسبب سوء الإدارة الأمريكية للأوضاع في العراق إلى حركة جماهيرية من شأنها أن تغير الكثير من المعطيات الميدانية، خاصة أن المقاومة السنية لا تجد ما يمنع من التحالف مع قوات جيش المهدي. ويتابع الخبير الفرنسي قائلاً: >لهذا السبب بالذات، فإن شكل الظاهرة الإسلامية التي تواجه القوات الأمريكية في العراق تحولت إلى ما يمكن أن نسميه المقاومة الوطنية الإسلامية التي ترى في تحرير العراق هدفًا قوميًّا يجمع السنة والشيعة<. وكانت جهات عراقية سنية، وعلى رأسها هيئة علماء المسلمين بالعراق قد أبدت تضامنها مع ما سُمِّي انتفاضة الصدر الثانية في النجف، كما توافد العديد من سكان المدن السنية العراقية للدفاع عن مدينة النجف التي تتعرض لقصف واجتياح من القوات الأمريكية منذ أكثر من أسبوع. واعتبر أوليفي روا أن >ما يجري في النجف زاد من كاريزما الإمام الشاب مقتدى الصدر<، وأضاف أن الانتفاضة الجديدة للصدر أحرجت طرفين أساسيين في المعادلة العراقية: الطرف الأول هو حكومة إياد علاوي والآخر هو المرجعية الشيعية لآية الله السيستاني الذي ترك عمليًّا الميدان الشيعي يسيطر عليه أتباع مقتدى الصدر. ورأى أن >الصدر يجيد إدارة الصراع الإعلامي والبروبجندا (الدعاية) السياسية واستفزاز الخصم< وبرز ك>مقاوم شرس للهيمنة الأمريكية ولتسلطها على العالمين العربي والإسلامي<.