نفد الصبر والقادم اعظم.. كلمة واحدة لعدوين متناحرين هما القوات الامريكيةالمحتلة للعراق ومليشيا جيش المهدي الذي امر زعيمه مقتدى الصدر توسع عمليات جيشه لتصل اياديهم الى كل هدف لقوات الاحتلال في العراق ومعلنا ان المرحلة الثانية من مواجه جيش المهدي للقوات الامريكة باتت قيد التنفيذ. الشارع النجفي الشيعي الشيعي بات الاكثر سخونة منذ بداية الاحتلال حيث خرجت سلسلة من التظاهرات في المدينة مارة بمنزل اية الله علي السيستاني تطالب بعودة الملف الامني الى اصحابه وداعيين الى خروج جيش المهدي المسلح من مدينتهم بيد ان جيش المهدي لم ترق له على مايبدو هذه الدعوات القاضية بخروجه فبدا اتباعه باطلاق النار في الهواء بدواعي تفريق المتظاهرين . القوات الامريكية بدورها كانت قد هددت مرات عدة على لسان قادتها ان مقتدى يجب ان يسلم نفسه وكان اخرها اعلان جون ابي زيد من ان صبره لن يدوم الى الابد وان مقتدى الصدر خارج عن القانون وانه يستمد قوته من المراقد التي يحتمي بها مدينة النجف التي غالبا ما وصفها الكثير من اعضاء مجلس الحكم الذي بدا الاقل صمتا بين كل المرات التي تصاعدت بها حدة التوتر في مدينة النجف بانها الخط الاحمر امام قوات الاحتلال وان اي اعمال عنف يجب ان تنسحب الى خارجها وان مراقد الشيعة المقدسة لابد ان تدار من قبل العراقيين مع ابتعاد الاحتلال كليا . ومع مجلس الحكم كان صمت السيستاني والذي قلما تتضح مواقفه سواء في القضايا الداخلية او الخارجية بالرغم من اقتراب قوات الاحتلال الامريكي من بيته الذي لايبعد عن مرقد الامام علي في النجف كثيرا، جاء صمته عن صور تعذيب المعتقلين العراقيين والاحداث الدامية في مدينتي النجف والصدر ليزيد من استغراب اتباع جيش المهدي بحسب عبد الهادي الدراجي الناطق باسم مكتب الشهيد الصدر في بغداد الذي اكد على ان هذا الوقت هو وقت الكلام الذي تتبين فيه المواقف، مشددا على ان صمت السستاني عن الاحداث الاخيره كان مثار استغراب التيار الصدري على حد قوله. ويقول مارك كيمت نائب قائد العمليات لقوات الاحتلال في العراق" "ان الجيش الامريكي والشيعة "العقلاء" يتفقون على ضرورة احترام المراقد حتى قال لنا بعض الشيعة هناك ان القوات الامريكية تحترم المراقد اكثر من جيش المهدي الذي لايبالي بسحب المعركة اليها ". كلام يعاكسه ماذهب اليه قيس الخزعلي من ان القوات الامريكية تجاوزت الخطوط الحمر اذ انها بدات العبث بالمقدسات عندما اطلقت نيرانها على بعد 200 متر فقط عن مرقد الامام الحسين في كربلاء. ويبدو ان جيش المهدي بدا العزف على اوتار عدة كان من ابرزها الاقتراب من هيئة علماء المسلمين في العراق بمشاركة اتباعه صلاة الجمعة في جامعي ابي حنيفة في الاعظمية وابو عبيده في الفلوجه اضافة الى زيارات ميدانية لقادة التيار الصدري الى مقر الهيئة واللقاء مع قياداتها فضلا على الدعوة الى توسيع المواجهات مع الاحتلال وهو ما يرفضه الجانب الشيعي الاخر المتمثل بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية واخرون مما يزيد من انسحاب التيار الصدري من خيار المقاومة السلمية التي كان ينادي بها الى خيار المقاومة العسكرية المسلحة الامر الذي يعده المراقبون الانطلاقة الاولى لثورة السلاح الشيعية التي تاخرت بعض الشيء. عامر الكبيسي-التجديد-العراق