أولا: التوافق حول منهج الاندماج لا ريب أن التقارب الكبير بين الفصيلين في الرؤية والرسالة والوسائل والتوجهات الاستراتيجية الكبرى في الدعوة والتربية المنبثقة من الكتاب والسنة، كانت قواسم مشتركة مساعدة، سهلت وعجلت عملية الاندماج الشامل وقوته وحمته من التفكك، وفق قواعد و أسس صلبة، تم التوافق عليها بين الطرفين، وهي كالتالي: 1 المرجعية لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. امتثالا لقول الله عز وجل: "فان تنازعتم فى شىء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تومنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تاويلا"سورة النساء 58 وقد وضع الفصيلان معا كل تصوراتهما وتوجهاتهما واجتهاداتهما قبل الوحدة والاندماج موضع البحث والمراجعة وإعادة الصياغة وفق منهجية نقدية بناءة على ضوء الكتاب والسنة. 2 القرار بالشورى وذلك امتثالا لقوله عز وجل: "وأمرهم شورى بينهم"سورة الشورى 35، فقد كان مبدأ الشورى أساسا وفيصلا في معالجة أي خلاف في القضايا والمستجدات التي تحدث وتتطلب قرارا حاسما، جامعا للرأي، مانعا للتفرقة، كما أجمع الفصيلان على أن القرار بعد الشورى يكون ملزما للجميع، وقد تجسد هذا المبدأ على أرض الواقع بالقرارات التي اتخذها مجلس الشورى الذي تشكل مناصفة بين الطرفين. 3 المسؤولية بالانتخاب وهذا أساس مهم في الاندماج حيث إن جميع المسؤوليات داخل التنظيم الجديد كانت تتم بالانتخاب وبالأغلبية وقد تجسد هذا الأساس فعليا، وبداية في انتخاب رئيس الحركة السيد أحمد الريسوني ثم في انتخاب المسؤولين الذين يلونه في جميع المستويات في المسؤولية، ابتداء من المرحلة الانتقالية التي دامت سنتين. وبجانب هذه الأسس كان من الضروري وجود قواعد إجرائية داعمة وخادمة ومنظمة لعملية الاندماج نذكر منها: - حسم الخلافات داخل مؤسسات الوحدة. مادام الإطار الموحِد قد تم اتفق الفصيلان على تفعيله للحسم في الأمور العالقة بينهما بالشورى الملزمة . - تقديم الأصول وتأخير الفروع. لأن الفروع كثيرة ولا يمكن الحسم فيها وقد تأخر الاندماج أو تعطله، لذا اتفق الفصيلان على تقديم الأصول والأسس أولا، ثم النظر في الفروع بعد الوحدة حسب ترتيبها في الأولوية والأسبقية. - التوحيد من الأعلى إلى الأسفل. اتفق الطرفان على أن يبدأ التوحيد والاندماج من أعلى التنظيم وتم ذلك بتوحيد مكتب الشورى ثم انتخاب رئيس للحركة ثم انتخاب نائبيه ثم باقي المسؤولين حسب الترتيب التنازلي في المسؤولية داخل الحركة الوليدة. ثانيا: إعلان الوحدة المباركة من خلال البلاغ الصادر عن مجلس الشورى الانتقالي، يوم 31/08/1996 تم الإعلان عن إحدى العمليات التوحيدية النادرة في حقل الحركة الإسلامية المعاصرة، حيث جاء فيه: استجابة لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) سورة آل عمران:103 وتقديرا لأهمية الوحدة وفوائدها وخاصة في التعاون على الأعمال الجليلة والغايات النبيلة فإن كلا من حركة الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي قد قررتا بواسطة هيئاتهما المعنية، أن تتوحدا وتندمجا في جمعية واحدة، تحمل اسم "حركة التوحيد والإصلاح" وأن الجمعية الموحدة الجديدة إذ تعتبر أن هذا التوحيد مكسب إيجابي لعموم الشعب المغربي، لتؤكد أن هدفها سيظل هو المساهمة في إقامة الدين، وفسح المجال للتعاون على الالتزام به عقيدة وعبادة وسلوكا والمساهمة في خدمة المجتمع وإصلاحه وفق قيم الإسلام وشريعته).