وصف معتقلو السلفية الجهادية بسجن سلا التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الفرنسي روبير ريتشارد، المحكوم عليه بالمؤبد في ملف تفجيرات 16 ماي، والتي قال فيها إن «محمدا لم يكن نبيا أو رسولا بل كان عبقريا أنشأ دولة وحضارة»، بالكفر والزندقة. واستنكر بيان موقع باسم المعتقلين حمل عنوان «عرض نبينا أحب إلينا من أعراضنا»، توصلت «المساء» بنسخة منه، «عدم تحرك وتلفظ المجلس العلمي برد يكون مناسبا يدافع فيه عن عرض سيد ولد آدم». وتساءل البيان: «أين أنتم يا علماء المجلس العلمي من هذا الطعن ومن هذا الكفر البواح، فلو كان هذا الطعن في أحد رجالات ورموز الدولة لأقمتم الأرض ولم تقعدوها حتى تحرك كل المساطر ضد من كان وراء هذا الطعن، ولو أن عرض أحدكم يا علماء المجلس مس لأقمتم الأرض ولم تقعدوها، لكن عرض سيد ولد آدم وخاتم النبيئين-ص- لا بواكي له». وعبر المعتقلون عن استغرابهم عدم إقدام المجلس على إثارة نفس الضجة التي أحدثها ضد فتوى زواج الصغيرة التي أفتى بها السلفي التقليدي محمد المغراوي، «فما لنا لا نسمع صوتكم يا علماء المجلس كما سمعناه في رد فتوى زواج الصغيرة أم إن مسألة سب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترقى إلى نفس المستوى عندكم». وأوضح البيان أن خطورة ما تضمنته تصريحات روبير ريتشارد الأخيرة التي أعلن فيها عن تخليه عن الإسلام واعتناقه المسيحية، الديانة الأصل التي كان يدين بها قبل تبنيه الفكر السلفي الجهادي، لم يعيروها أي اهتمام، واصفين إياه بكونه مجرد شخص تافه نكرة. واعتبر المعتقلون الخلفية التي حدت بروبير إلى الإفصاح عن هذه التصريحات في هذا الوقت بالذات تكمن في رغبته في أن يحظى بما يروج بين أروقة السجون من حديث عن العفو. وختم البيان قوله: «اللهم إنا نشهدك أن عرض نبيك أحب إلينا من أعراضنا، وإننا نبرأ إليك يا مولانا مما قاله هذا الزنديق ونبرأ إليك من سكوت هذا المجلس العلمي». وكان ريتشارد قد صرح في وقت سابق بأنه قرر الخروج من الإسلام واعتناق الكاثوليكية مجددا، بسبب الصدمة التي قال إنه تعرض لها طيلة اعتقاله، وما أسماه بالمراجعة التي قام بها للإسلام، مضيفا في السياق ذاته قوله: «اعتنقت الإسلام قبل 15 سنة عن قناعة وإيمان به لأنني أحببت المسلمين، ولكني لم أجد القيم الإسلامية التي كنت أسمع بها، لأن الجهاز الأمني في المغرب لم يعاملني كمسلم ولاحظت أن السجن ليست فيه هذه القيم»، موجها اتهاما مبطنا إلى معتقلي السلفية الجهادية بكونهم لم يحسنوا معاملته. وتحدث ريتشارد عن الإسلام بقوله: «اكتشفت أن السيرة النبوية تم تزويرها، لأن محمدا لم يكن نبيا أو رسولا بل كان عبقريا أنشأ دولة وحضارة»، مضيفا أنه ترك الصلاة منذ مدة «جملة وتفصيلا، لكني ما زلت مؤمنا بالإسلام كحضارة وأحب الخير للإنسانية جمعاء، فأنا تخليت عن الإسلام، لكنني لم أصبح عدوا له». - المساء-