وجه المواطن الفرنسي روبير ريتشارد أنطوان المحكوم بالسجن المؤبد في المغرب بعد إدانته في قضايا إرهابية، رسالة إلى وكيل الملك (النائب العام بمحكمة الاستئناف) بمدينة سلا شرح له فيها، أسباب تخليه عن الإسلام، وطلب السماح له بمقابلة مسؤول من الكنيسة الكاثوليكية بالرباط لإعلان رغبته في إعادة تعميده. واتصل أنطوان بإحدى الجرائد المغربية] ليؤكد الخبر ويشرح دواعي اتخاذه هذا القرار المفاجئ بعد أن كان يعتبر من زعماء تيار السلفية الجهادية في المغرب وأدانته المحكمة بالمؤبد إثر اعتقاله في تفجيرات 16 ماي 2003. الصدمة “لقد قررت الخروج عن الإسلام والرجوع إلى المسيحية، واعتناق الكاثوليكية مجددا، بسبب الصدمة التي تعرضت إليها طيلة فترة اعتقالي، وما قمت به من مراجعة للإسلام”. هكذا صرح روبير ريتشارد أنطوان (37 سنة) لجريدة المساء، ونشرته في عددها الصادر يوم الثلاثاء. وأضاف السلفي الفرنسي السابق قائلا “اعتنقت الإسلام قبل 15 سنة عن قناعة وإيمان به لأنني أحببت المسلمين، ولكني لم أجد القيم الإسلامية التي كنت أسمع بها، لأن الجهاز الأمني المغربي لم يعاملني كمسلم ولاحظت أن السجن ليست فيه هذه القيم”. لا فرق بين المسيحية والإسلام وعن تخليه عن الإسلام قال روبير “أؤمن اليوم بالإسلام الحضاري والمدني، وقمت بمراجعة ومقارنة بين التوراة والإنجيل والقرآن ووجدت أنها جميعا تقودك إلى نفس الطريق ولا فرق بينها وليس من الضروري التقيد بدين معين”. وعن أبرز القضايا التي راجعها في الإسلام قبل أن يعلن تخليه عنه قال “اكتشفت أن السيرة النبوية تم تزويرها، لأن محمداً لم يكن نبيا أو رسولا، بل كان عبقريا أنشأ دولة وحضارة” . مضيفا إنه ترك الصلاة منذ مدة “جملة وتفصيلا، لكني ما زلت مؤمنا بالإسلام كحضارة وأحب الخير للإنسانية جمعاء، فأنا تخليت عن الإسلام لكنني لم أصبح عدوا له”. السلفي المرتد في كتابه “سلفي فرنسي في المغرب” المنشور بداية السنة الجارية، قدم الكاتب والصحفي ادريس الكنبوري صورة جلية عن حياة الشاب فرنسي “روبير ريشار أنطوان” والذي اتخذ بعد إسلامه اسم “يعقوب”. هاجر بعد سنتين من إسلامه إلى تركيا حيث تعلم العربية وتلقى دروسا في الفقه قبل أن يرحل إلى باكستانوأفغانستان حيث درس الفقه والعقيدة في معسكرات تنظيم القاعدة، ثم انتقل للمغرب حيث تزوج واستقر وحضر دروس مشايخ السلفيين في طنجة وفاس. لكنه اعتقل بعد الأحداث الدامية التي شهدتها الدارالبيضاء في 16 ماي 2003، وحُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة أنه “أمير خلية إرهابية”. وصل “روبير ريشار” إلى “بيشاور” عام 1994 متزامنا مع أول ظهور لحركة “طالبان” أو طلاب الشريعة، ثم دخل الفرنسي المسلم إلى أفغانستان والتحق بجماعة المقاتلين العرب في معسكر “خلدن” الذي كان يشرف عليه جماعة من منظري الفكر الجهادي من أجل صناعة وإعداد المقاتلين ضد الروس. وتلقى تدريباً عسكريا هناك على كيفية استعمال الأسلحة النارية وتفكيكها وتركيبها وفق اعترافاته أمام المحققين؛ لكن الرجل نفى زيارته لأفغانستان بعد ذلك لدى وقوفه أمام القاضي. اذاعة هولندا الدولية