أعلن الفرنسي روبير ريشار أنطوان، المحكوم بالسجن المؤبد في ملف تفجيرات الدارالبيضاء عام 2003، تخليه عن الإسلام بعد ست سنوات من الاعتقال ورجوعه إلى المسيحية. وقال ريشار، في اتصاله ب«المساء» أول أمس، إنه قرر الخروج من الإسلام واعتناق الكاثوليكية مجددا، بسبب الصدمة التي قال إنه تعرض لها طيلة اعتقاله، وما أسماه بالمراجعة التي قام بها للإسلام. وأضاف السلفي الفرنسي السابق قائلا «اعتنقت الإسلام قبل 15 سنة عن قناعة وإيمان به لأنني أحببت المسلمين، ولكنني لم أجد القيم الإسلامية التي كنت أسمع بها، لأن الجهاز الأمني في المغرب لم يعاملني كمسلم ولاحظت أن السجن ليست فيه هذه القيم». وعن تخليه عن الإسلام، قال روبير: «أؤمن اليوم بالإسلام الحضاري والمدني، وقمت بمراجعة ومقارنة بين التوراة والإنجيل والقرآن ووجدت أنها جميعها تقودك إلى نفس الطريق ولا فرق بينها وليس من الضروري التقيد بدين معين»، وعن أبرز القضايا التي راجعها في الإسلام قبل أن يعلن تخليه عنه قال «اكتشفت أن السيرة النبوية تم تزويرها، لأن محمدا لم يكن نبيا أو رسولا بل كان عبقريا أنشأ دولة وحضارة»، مضيفا أنه ترك الصلاة منذ مدة «جملة وتفصيلا، لكني ما زلت مؤمنا بالإسلام كحضارة وأحب الخير للإنسانية جمعاء، فأنا تخليت عن الإسلام لكنني لم أصبح عدوا له». وزاد روبير ريشار قوله: «أنا لست عدوا للمغرب أو إرهابيا خطيرا، كما صورني الكثيرون». وعما إن كان قد رجع إلى ديانته السابقة قال ريشار، الذي ولد عام 1972 واعتنق الإسلام في تركيا عام 1993 وتزوج من مغربية قبل أن يعتقل عام 2003، إنه وجه منذ عام تقريبا رسالة إلى وكيل الملك بسلا شرح له فيها تخليه عن الإسلام وطلب السماح له بمقابلة مسؤول من الكنيسة الكاثوليكية بالرباط لإعلان رغبته في إعادة تعميده مجددا، كما كاتب إدارة سجن سلا في نفس الموضوع، دون أن يتلقى أية إجابة، مضيفا «لقد استغربت من هذا الموقف لأن المغرب معروف كبلد للتسامح والانفتاح». وقال ريشار إن إدارة السجن وضعته طيلة عام ونصف في جناح الحق العام، وقبل فترة قصيرة نقلته إلى جناح المحكومين في ملف الإرهاب.