كشفت الداخلية المصرية في بيان مقتضب اصدرته امس عن مرتكب جريمة قتل ابنة الفنانة ليلى غفران وصديقتها، حيث قالت أن نجارا يدعى محمود سيد عبدالحفيظ العيسوي (19 سنة) ارتكب الجريمة بدافع السرقة.واشار البيان الى ان المتهم قتل هبة العقاد وصديقتها نادين خالد الجمال وان هدف الجريمة كان السرقة، لكن الجاني لم يستطع سرقة سوى بعض المتعلقات البسيطة، وانه من العاملين في احدى الورش بمدينة اكتوبر ويقيم بمنطقة روض الفرج بشبرا شمال القاهرة. واصطحبت النيابة المتهم الى مقر الجريمة حيث اعاد تمثيلها وسط ذهول سكان الحي الهادئ، الذين لم يصدقوا انه وراء الحادث، خاصة انه من الوجوه المألوفة لديهم لمشاركته في الكثير من اعمال الانشاء للوحدات السكنية.واكد المتهم في اعترافاته امام جهاز المباحث أنه عمل كنجار مسلح في حي الندى منذ بداية نشأته، لكن في الفترة الاخيرة ألمت به ظروف مادية صعبة اضطرته الى الاستدانة من معارفه واصدقائه بسبب ادمانه المخدرات، ولم يكن يمكث في اي عمل سوى عدة ايام يتركه بعدها بسبب مشاجراته مع اصحاب العمل.تفاصيل الجريمة واضاف في اعترافاته: قررت ان اعود الى حي الندى قادما من مسكني في روض الفرج بشبرا – شمال القاهرة للبحث عن شقة أو فيلا اسطو عليها. وكنت احمل معي سكينا.وذهبت الى هذه الشقة وانتظرت اسفل شباكها من بعد المغرب حتى قرب الفجر حتى ينام سكانها الذين لا اعرفهم. ونظرا الى طول فترة الانتظار غلبني النعاس واستيقظت في الثالثة فجرا، وقمت بتأمين المكان بعد الاطمئنان على ان حراس الامن ناموا.فتحت الشباك بواسطة سكين ودخلت الى الشقة، لكني اصطدمت بطاولة عليها كوب من الزجاج، فاحدث ذلك ضوضاء. استيقظت القتيلة الاولى (هبة العقاد) وخرجت لاستطلاع الامر بعد ان اضاءت الانوار، فجريت وراءها الى داخل غرفة النوم وسددت لها الطعنة الاولى. دفعتني وجرت الى الصالة، فلم اتركها إلا بعد ان اجهزت عليها بالسكين خشية ان يستيقظ سكان الحي ويمسكوا بي.واضاف القاتل: كانت المفاجأة الثانية انني وجدت القتيلة الثانية نادين تخرج امامي، حاولت حبسها داخل غرفتها، لكنها كانت بدينة وقوية واستطاعت جذب الباب وفتحه، فقمت بالانقضاض عليها طعنا بالسكين فانشبت اظفارها في جسدي مما ادى الى اصابتي بالسكين اثناء محاولة قتلها. ثم اخذت تلفون نادين وبعته الى صديق لي بمبلغ 150 جنيها، وقبل خروجي سرقت 200 جنيه وعلبة "بونبون" وجدتها في المطبخ.وواصل: خرجت من الشقة بعد ارتكاب الجريمة وذهبت الى شجرة "موز" موجودة بالحديقة التابعة للمنزل والتي كنت اختبئ اسفلها قبل تنفيذ الجريمة لغسل ملابسي من مياه الصنبور الموجود بجوار شجرة الموز والمخصص لري الحديقة، ولكن ظلت ملطخة بالدماء، ثم وضعت السكين على كشك الكهرباء المجاور للصنبور وغادرت مكان الحادث الى ان تم الايقاع بي.القاتل في الفخ اكد المتهم انه عاد الى منزله بروض الفرج وكان يتابع صفحات الجرائد التي كانت تنشر وقائع الجريمة، وبعد ثلاثة ايام من ارتكابها قرر ان يعود الى مكان الجريمة بحجة البحث عن عمل، وكان ذلك بداية الخيط للايقاع به. يقول: استغرب رجال المباحث الموجودون بالمنطقة وجودي في هذا التوقيت بالذات ووضعوني في دائرة الاشتباه، ولم اجد مفرا سوى الاعتراف بجريمتي. وارشد القاتل عن ملابسه الملوثة بالدماء الموضوعة على سطح منزله.وبرر القاتل سيره في الشارع بالملابس الملطخة بالدماء بانه يعمل في "الجزارة" وان الدماء التي كانت على الملابس نتيجة ذبح الحيوانات.علامات استفهام كثيرة اثار الكشف عن تفاصيل القضية الكثير من التساؤلات، خاصة ان تحقيقات الشرطة الاولية استبعدت احتمال السرقة كدافع للجريمة لأن هناك مقتنيات ومجوهرات بآلاف الجنيهات لم يتم الاقتراب منها. فيما اعترف القاتل بانه سرق مبلغ مائتي جنيه فقط في الوقت الذي كانت الشبهات تحوم حول عدد من اصدقاء الفتاتين.واستمعت النيابة خلال الايام الماضية الى عدد من اصدقاء الفتاتين واقاربهما الذين اكدوا ان نادين كانت صاحبة علاقات متعددة. وكان من المقرر ان تستمع النيابة امس الى اقوال ادهم عادل الذي كانت تربطه علاقة وثيقة بنادين.هل اعترف بالإكراه؟ويخشى مراقبون من ان يكون الاسراع بالكشف عن القضية جاء نتيجة ضغوط الرأي العام الذي ابدى اهتماما واسعا بالقضية وان تكون اعترافات النجار نتيجة اكراه.وسبق ان برأت محكمة مصرية شابا من تهمة القيام بمذبحة بني مزار الشهيرة التي راح ضحيتها 10 اشخاص من ثلاث عائلات بمدينة بني مزار في المينا وتم التمثيل بجثثهم. وسيدلي المتهم باقواله امام النيابة خلال الساعات المقبلة.(صحف)