بدأت نيابة" جنوبالجيزة" مساء "الثلاثاء" تحقيقاتها مع المتهم بقتل كل من "هبة العقاد" ابنة المطربة المغربية "ليلى غفران" وصديقتها "نادين جمال" يوم الخميس قبل الماضى بداخل شقة كانت تقطنها الأخيرة . وباشرت النيابة العامة تحقيقاتها مع المتهم و تم استجوابه فى ضوء اعترافاته السابقة أمام مباحث مديرية أمن 6 أكتوبر بارتكابه للجريمة ، و قررت النيابة العامة في مصر حبس المتهم "محمود سيد عبد الحفيظ العيسوي على ذمة التحقيقات . و وجهت النيابة إلى المتهم تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بالسرقة، وقد اعترف المتهم "محمود سيد عبد الحفيظ العيسوي" تفصيليا بقتله للضحيتين بغرض السرقة. غير أن محققي النيابة العامة اصطحبوا المتهم مخفوراً بقوات الأمن إلى "الشقة" التي وقعت فيها الجريمة لإجراء معاينة تصويرية للحادث. و قد أقر المتهم أنه قضى قرابة 6 ساعات بمدينة الشيخ زايد يبحث عن المكان الذي يقوم بسرقته إلى أن أحس بالإجهاد فجلس لمدة نصف ساعة على الأرض أمام حي الندى ، و خلال جلوسه قرر سرقة شقة بهذا الحي, و في جنح الظلام قام بتسلق السور الخارجي للحي أثناء غياب رجال الأمن الخاص بالحي, حيث صعد من أعلى محول كهربائي بجوار السور ثم تسلقه وبعد الدخول ظل 4 ساعات دون أن يشعر به أحد داخل الحديقة و هو يختبىء وراء شجرة، حتى وصلت الساعة الثالثة صباحاً و شاهد جميع الأنوار قد تم إطفائها داخل الشقق السكنية و الفيلات, عند ذلك قام بتنفيذ الجريمة حيث دخل إلى الشقة من نافذة المطبخ المصنوعة من مادة الألومينيتال . و بعد دخوله للمطبخ انتظر ساعة كاملة ليتأكد أن سكان الشقة قد ناموا ،لأنه لا يعرف من يسكن في هذه الشقة و لا عدد الأشخاص الموجودين بها, و بعد مرور الوقت قرر أن يقوم بسرقة الشقة, و عند مروره من المطبخ إلى الغرفة المجاورة وجد مبلغ 200 جنيه و هاتفا محمولا فأخذهما و فوجئ ب "هبة" إبنة المطربة "ليلى غفران" وعندما شاهدته قام بطعنها عدة طعنات ظنا منه أنها قد ماتت ثم ذهب ليستكمل ما جاء من أجله ففوجئ بالضحية الثانية "نادين" تخرج من غرفة نومها و تصرخ ، فحاول أن يغلق عليها الباب إلا أنها كانت تحاول أن تفتح باب الغرفة لكي تبلغ الشرطة عنه ، و عندما سمعها تصرخ بصوت عالي خاف من أن توقظ الجيران ففتح لها الباب و طعنها عدة طعنات ، فحاولت مقاومته بضربه و خدشه بأظافرها , ثم قام بطعنها في الرقبة ليتأكد من وفاتها ، ثم ظل لبعض الوقت داخل الشقة حتى يسترجع أنفاسه ، و يستجمع قواه لكي يلوذ بالفرار خوفا من أن يكون أحد قد سمع صوت الإستغاثة, فغير ملابسه المكسوة بالدماء وغيرها بأخرى عبارة عن بدلة رياضية كانت بحوزته في نفس الكيس الذي كانت توجد به السكين ، لأنه كان يعلم من البداية أنه في حالة محاولة إمساكه لتقديمه للشرطة وقتها لابد أن يدافع عن نفسه و ينتهي الموضوع بجريمة قتل . ثم فر هارباً بنفس الطريقة التي دخل بها الشقة و الحي ،إلا أنه بعد صعوده السور وقعت السكين على الأرض داخل الحديقة فتركها خوفا من أن يكون قد شاهده أحد رجال الأمن, وترك كذلك حذاءه الذي نسي أنه خلعه قبل دخوله الشقة. إلا أنه هرب بالحقيبة واستقل سيارة أجرة كبيرة حافي القدين, متجها إلى منطقة "رمسيس" واتفق حينها مع السائق الذي طلب منه بدل أن ينزل في منطقة "رمسيس" أن ينزله في منطقة "روض الفرج بشبرا" و يدفع له مبلغ 50 جنيها . و في صباح اليوم التالي قرر التخلص من ملابسه فذهب لمنطقة كورنيش النيل "بشبرا" و رمى بها في صندوق الزبالة حتى لا تستطيع الشرطة التوصل إليه. و قد قامت أجهزة الأمن بمنطقة "أكتوبر" بمطابقة البصمة الوراثية التي وجدت على السكين المستخدمة في الجريمة ببصمة القاتل ، فتبين أنها البصمة نفسها . و كشفت التحقيقات عن مفاجأة مفادها أن الخيط الأول لاكتشاف الجاني تمثل في التحقيقات مع أكثر من 50 سائقا من سائقي سيارات الأجرة الكبيرة التي يطلق عليها "ميكروباص" ،حيث أقر أحدهم أنه قام بتوصيل أحد الأشخاص الذي كان يجري حافي القدمين من أمام حي الندا ، و كان عليه علامات الخوف و يحمل كيسا بلاستيكيا ، و أنه إتفق معه على توصيله لمنطقة "روض الفرج بشبرا" مقابل 50 جنيهاً, و بالفعل قام بتوصيله ثم شاهده يدخل المنزل الذي يقيم فيه . و الخيط الثاني لإكتشاف الجاني تمثل في تتبع الهاتف المحمول المختفي عن طريق خاصية تتبع الرقم التسلسلي لهاتف "نادين" المحمول الذي سرقه المتهم .