في أولى جلسات محاكمة المتهم "محمد سيد عبد الحفيظ العيسوي" قرر قاضي المعارضة يوم الخميس 4 دجنبر 2008 بمحكمة الجيزة الإبتدائية مواصلة حبس المتهم بقتل ابنة الفنانة ليلى غفران و صديقتها 15 يوما أخرى على ذمة التحقيقات ، بعد أن وجهت إليه النيابة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بالسرقة. وصدر هذا القرار برئاسة "بهاء شريف" رئيس المحكمة و حضور "وائل صبري" رئيس نيابة حوادث جنوبالجيزة، و حضر المتهم "محمد سيد عبد الحفيظ العيسوي" ( 19 عاماً ) وسط حراسة مشددة في الساعة التاسعة صباحا إلى قاعة المحكمة . وواجهته المحكمة بالإتهامات الموجهة له بالقتل العمد المقرون بالسرقة, و أعقبت المحكمة بمواجهته بعقوبة تلك الجرائم فأقر المتهم بالواقعة و اعترف بها حسبما ورد في إعترافاته التفصيلية أمام النيابة العامة. و لم تستغرق الجلسة أكثر من نصف ساعة و قد حضرها عدد من المحامين عن أهالي الضحيتين و انضموا إلى النيابة العامة بحضور "محمد عيسى فخر" مدير نيابة منطقة "الجيزة" . و طالب "سيد فكري" محامي المتهم من هيئة المحكمة إخلاء سبيل موكله بأي ضمان ، إلا أن المحكمة رفضت بشدة, و قررت في نهاية الجلسة حبسه 15 يوما أخرى على ذمة التحقيقات ثم تم إقتياد القاتل إلى محبسه تحت حراسة مشددة. و بعد إعلان المتهم أنه قد قرر الانتحار ليتخلص من حياته بعد أن انتابته حالة من اليأس للمصير الذي ينتظره , و كذلك أضرب عن الطعام. قامت أجهزة الأمن ب "أكتوبر" تشديد الحراسة عليه. و أمر اللواء "أسامة المراسي" مساعد وزير الداخلية لأمن "أكتوبر" وضع المتهم في حجز انفرادي و منع وصول الآلات الحادة إليه, كما تم تعيين حراسة مشددة عليه . و كانت قد أثيرت في الأوساط الإعلامية والقانونية المصرية شكوك واسعة في أن تكون الشرطة قد لفقت جريمة قتل ابنة الفنانة "ليلى غفران" وصديقتها لمتهم بريء، على نمط تلفيق جريمة ذبح عدة أسر في بيوتها بقرية "بني مزار" بمحافظة المنيا قبل عدة أعوام لشاب مريض نفسيا ، و قد حكمت عليه المحكمة بعد حبسه لمدة سنة ونصف ببراءته من التهم المنسوبة إليه و قيدت ضد مجهول . وطالب محامي المتهم" محمود سيد عبد الحفيظ العيسوي" بالكشف عن القوى العقلية للمتهم واستشهد بأنه يهذي بكلام غير مفهوم وفي غير موضعه، وأنه اعترف تحت الإكراه؛ حيث يظهر التعذيب واضحا على يديه. وظل والد المتهم يصرخ في قسم "روض الفرج" بالقاهرة، بعد أن قبض على إبنه، قائلا: إنه كان نائماً ليلة الحادث وسط أشقائه . وقال "سيد فكري" محامي المتهم أنه لم يقتل أحداً، وإعترف تحت تأثير الضرب والتعذيب الذي تعرض له في قسم الشرطة، والذي يظهر واضحا في يديه، مؤكداً أنه طلب من النيابة الكشف عن سلامة قواه العقلية؛ لأنه مضطرب نفسيا . وشككت صحف المعارضة المصرية في اعتراف المتهم، وأرجعته إلى الضغوط التي يمارسها ضباط الشرطة في الأقسام وعمليات التعذيب التي تجعلهم يعترفون بجرائم لم يرتكبوها حتى يتوقف التعذيب، مستشهدين بأكثر من قضية فشلت أجهزة البحث الجنائي في القبض على مرتكبيها الحقيقيين، ولفقوا التهم لأبرياء، كما حدث في قضية متهم بني مزار، وهو ما أكده خبراء أمنيون، مشيرين إلى أن القضية سارت بطريق عشوائي، ولا يستبعدون أن تكون ملفقة. و أثناء معاينة النيابة العامة لمكان الجريمة، حيث نزل المتهم من سيارة الترحيلات وبدأ تمثيل الجريمة، وتسلق السور ومشي في الحديقة، وخلع الحذاء، وصعد عبر المواسير ودخل الشقة التي تقع في الطابق الثاني، وانهار بالبكاء عندما شاهد ضباط الشرطة حوله، وهدأه رجال النيابة وطلبوا منه تمثيل جريمة السرقة، وبدأ يمثل السرقة، إلا أنه اندمج وبدأ يمثل جريمة القتل وهو يقول "أنا لم أكن أريد أن أقتل أحداً". و يقول جيران المتهم بأنه مريض بالصرع ويقيم مع أسرته المكونة من ستة أشخاص في غرفة ضمن شقة بحمام واحد وبلكونة واحدة يستعملونها كمطبخ، وليلة القبض عليه قام بفض مشاجرة حدثت في الشارع وهو ما أصاب الجيران بصدمة، لأنهم يعرفون عنه أنه في حاله ولا يصادق رفقاء السوء. و شككت الفنانة المغربية "ليلى غفران" فى قاتل ابنتها "محمود سيد عبدالحفيظ العيسوي"، الذى قبضت عليه الشرطة المصرية، وقالت فى حديثها : أتمنى أن يكون هو القاتل، لكننى أشعر بأن هناك شيئا خطأ فى الموضوع".