أنظر إليكوأفكر بصمتمثلما يفكر كهل في زوجته الميتة.ثلاثون عاما...كأنه عامك الأخيرربما أيسر لك أن تموت في المنتصففالنهر لم يعد رحيما بالقارب الذي جدفت فيهوشباكك لم تعد تصطاد غير الشقاءقديما قالت سيدوري لكلكامش:“إن الحياة التي تبغي لن تجد”.أزهرت وردة البلاستيك في الكأسأزهرت الأوراق التي نسيتها على الطاولةأزهرت الورود المرسومة على الستائرو الدفاتر و الوسائد و السجادو لم تزهر الوردة التي تحيا ذابلة بداخلي.تلبك كل شيء في غرفتيكل كتاب جريرةكل نافذه هي فوهة خرابكل ملاءة هي راية استسلامو ها أنا أنشج مثل الأرامل في الليلأضع يدا على الخدو أرفو بالأخرى تلك الأيام البائرة،و في النهار أجلس مثل شحاذ على قارعة الطريقأتعقب أسراب الطيور المهاجرةو أمني النفس بأشياء لن تأتيأحيانا أنظر إلى العالممثلما ينظر أرنب إلى حشد من الجنود يعبر الغابةو أحيانا أنظر و أكتفي بالنظرأرمي حجرا في البركةأرقب دوائر الماء و هي تتلاشى و أتذكر امرأة أشعلت النار في بيادري و اختفتثم أسبل جفني كما لو أني مصاب برهاب الحب.“أيتها المرأة التي مرت من بستانيو تركت رائحة قمصانها في اوراق الشجرتركت رهافتها في العشب و حنانها في الماءأنيري لي الطريق إذا كان ذلك بمستطاعكو إن لم يكن فاتركيني بمفرديلقد ألفت هاته العتمة.”أمشي غامضا في طريق غامضةو بالرغم من الكثبانبالرغم من خطواتي الثقيلةأحس أن أفقد أثريالمعذرة يا كروتشيلست معدنا كالقمر ينير سدفا مظلمةلست البلور الذي يغسل العتم و الجفافلقد كنت قديسالكن ديري جرفته المياه.أرحمن أيها الماضيلملم أثوابك و غادرفلم يعد بوسعنا أن نحيا معا في هذه الحجرةأنت زاخر بالحبو أنا زاخر بقلقيبرغبتي في أن أجتاز الجسورو أصل بأثقالي إلى الأجمةلأصفي حسابا قديما مع الأشجارسأجرجر الأعواد اليابسة ورائيأشعل النار فيها و في الأيام التي عشتها بجوارك.أنا السادن الذي انهار عليه جدار المعبدأنا الحادي في عرض الصحراء بلا قافلةأنا النوتي الذي ضاع منه المجدافخانني التيار و كلت يدايسأغمض عيني و أستسلم لما سيأتيليس ذنبي أن يغرق هذا المركببل ذنب الصخور و الشلال.سوف أصرخ في الوديانمثل وحش من العصور السحيقة:“ليست حياة هذه الحياةليست حياة هذه الحياة”و الهدير الذي سيتعالى في فميإما أن يهد الجبالو إما أن يهدني[email protected]