اعتبرت الهيئة الوطنية لحماية المال العام في تقرير توصلت ” الأحداث المغربية ” بنسخة منه أنه مع حلول موسم كل صيف تصبح مدينة الحسيمة الوجهة المفضلة لجحافل المتسولين المحترفين... وأضاف التقرير أنه لا يكاد فضاء عمومي ولا شارع رئيسي يخلوا من متسول يمد يده للمارة، ولم يعد الأمر يقتصر فقط على أصحاب العاهات يؤكد التقرير نفسه بل أن متسولين في كامل عافيتهم يلجؤون بدورهم إلى التسول بشكل احترافي مستغلين أطفالا في عمر الزهور ورضع وقاصرين لجلب عطف الناس، والإيقاع بمزيد من الضحايا، وأضاف المصدر نفسه أن دهاء وحيل هذه الشريحة من المتسولين دفعت بهم إلى ابتكار أساليب جديدة للتسول كالإدلاء ببعض الوصفات والشواهد الطبية المسلمة لهم من بعض المراكز الاستشفائية، أو الاستعانة بذوي العاهات المستديمة حيث يظهر متسولون إما بدون أيد، أو أرجل، أو أطراف في منظر يثير الشفقة. وأمام هذه الوضعية طالبت الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب الجهات المسؤولة التحرك بعد أن غدت ظاهرة التسول الاحترافي تشكل مضايقة حقيقية لساكنة مدينة الحسيمة وزوارها وضيوفها، فلا مصالح وحدات المساعدة الاجتماعية أفلحت في اجتثاث الظاهرة ولا بعض بنود القانون الحالي التي تعاقب على احتراف التسول أفلحت كذلك، وما يمكن رصده في الواقع هو جيش حقيقي يتشكل من متسولين قاموا بإنزال مكثف في مختلف شوارع المدينة، وأكدت الهيئة أن وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى التنسيق مع الجهات المسؤولة من أجل إعداد نصوص قانونية جديدة وتفعيل المقتضيات القانونية الحالية المجرمة للتسول، وذلك للحد من المتسولين والصورة المشوهة التي يظهرون بها بشوارع وأزقة الحسيمة ومدن مغربية عديدة أخرى. وحسب مصادر الهيئة الوطنية لحماية المال العام فإن عدد المتسولين المحترفين الذين يحلون بالحسيمة مطلع كل صيف يصل إلى 22477 متسول ينتشرون بكل فضاءات المدينة وأزقتها وفي وضعيات مختلفة تتراوح ما بين المتسولين المعوقين والهرمين، والمصحوبين بأطفال صغار والمتجولين حيث ينتشرون كالنار في الهشيم منذ الصباح الباكر وإلى وقت متأخر من الليل، ويرفض هؤلاء كلمة ” الله يسهل ” ويظلون لاصقين بالمقاهي وأيديهم ممدودة للمواطنين حيث لا يسأمون من ابتداع كل الطرق المثيرة للشفقة في سبيل نيل درهم واحد، واعتبرت المصادر نفسها أن المتسولين المحترفين عادة ما يلجؤون لتخدير الأطفال الذين يقومون باكترائهم وذلك ليقووا على تحمل الجوع والعطش، وطالبت ذات الهيئة الجهات المعنية الخروج عن صمتها وفتح تحقيق نزيه بشأن ما يتعرض له أطفال المغرب من استغلال فاحش ضدا على كل المواثيق الحقوقية الوطنية والدولية. خالد الزيتوني