أعربت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن آخر مواقفها تُجاه المملكة المغربية، أمس الثلاثاء، عن طريق الزيارة التي تقوم بها مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية، ويندي شيرمان، إلى الرباط، حيث أشادت الأخيرة بالدور الإقليمي للمغرب في مجال التعاون الأمني، ومحاربة الإرهاب، وجددت دعم واشنطن لمبادرة الحكم الذاتي للصحراء. كما أشادت المسؤولة الأمريكية بالدور المغربي الإيجابي في العديد من القضايا الإقليمية، مثل قضية ليبيا، إضافة إلى الدعم المغربي المستمر لمناورات الأسد الإفريقي العسكرية المتعددة الأطراف، مما يؤكد الأهمية الكبيرة التي تحظى بها الرباط في العديد من القضايا التي تهتم بها واشنطن على المستوى الدولي. وتأتي هذه الزيارة على بُعد أيام من الجدل الذي أثير بشأن غياب المغرب عن الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت بنيويورك الأربعاء الماضي، وهي الجلسة التي شهدت التصويت بأغلبية ساحقة ضد قرار يدين الاجتياح الروسي لأوكرانيا، حيث صوت لصالح القرار 141 بلدا، في حين عارضته 5 بلدان وامتنع 35 بلدا عن الإدلاء بأصواتهم، بينما كان المغرب من ضمن 12 بلدا غاب عن التصويت. واعتبر عدد من المحللين للشأن الدولي أن غياب المغرب عن التصويت في هذه الجلسة، يُشكل مفاجأة، حيث كانت التكهنات الأولية تسير إلى أن المغرب سيكون حاضرا في الجلسة وسُيصوت إلى جانب البلدان المنددة بالاجتياح الروسي لأوكرانيا، بالنظر إلى التحالفات والعلاقات المتينة التي تربط المغرب بالبلدان الغربية، على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا. وحُسبت خطوة الرباط، من طرف الكثيرين، بأنها بمثابة محاولة عدم خلق "تصدع" في العلاقات مع روسيا التي بدأت تعرف تحسنا كبيرا، خاصة بعد الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى موسكو في 2016، وهي الزيارة التي فتحت الباب أمام العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات وزيادة التقارب بين البلدين. لكن بالمُقابل اعُتبرت في نفس الوقت خطوة محفوفة بالمخاطر، وقد تُؤدي إلى "تصدع" في العلاقات بين الرباط والدول الغربية التي لطالما كان المغرب مصطافا إلى جانبها في العديد من القضايا الدولية. ويبدو أن المغرب كان مدركا أن غيابه عن جلسة التصويت سيكون محط تساؤلات وتأويلات، وبالتالي قررت وزارة الخارجية مباشرة الخروج ببلاغ قالت فيه بأن "عدم مشاركة المغرب في هذا التصويت، لا يمكن أن يكون موضوع أي تأويل بشأن موقفه المبدئي المتعلق بالوضع بين روسيا الفيدرالية وأوكرانيا، وذلك وفق بلاغ الوزارة ليوم 26 فبراير 2022"، وتابع توضيح الخارجية "أن المملكة المغربية تواصل، بقلق وانشغال، تتبع تطورات الوضع بين كل من أوكرانياوروسيا الفيديرالية". وكانت وزارة الخارجية المغربية قد أصدرت في 26 فبراير بلاغا على إثر الاجتياح الروسي إلى أوكرانيا، حيث طالبت بحل النزاع عن طريق المفاوضات السلمية، واحترام سيادة الوحدة الترابية للبلدان. وتبدو المؤشرات الأولية إلى حدود الساعة، أن غياب المغرب عن جلسة التصويت لإدانة روسيا، لم يؤثر في العلاقات الثنائية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل سلبي وفق ما تُلمح إليه تصريحات ويندي شيرمان اليوم في الرباط، وفي الوقت ذاته، قد يُساهم هذا الغياب في تليين المواقف الروسية القضايا التي تهم المغرب، وعلى رأسها قضية الصحراء.