تبدأ نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، اليوم الجمعة، جولة طويلة إلى العديد من الدول خلال الفترة الممتدة ما بين 4 إلى 11 مارس الجاري، تشمل المغرب إلى جانب الجزائر وإسبانيا ومصر وتركيا، وهي الجولة التي تأتي في غمرة الحرب الروسية على أوكرانيا والتي ستكون من بين القضايا التي ستُطرح على طاولة النقاش من طرف المسؤولة الأمريكية، بالإضافة إلى ملف "الحوار الاستراتيجي". ونقلت وكالة "رويترز" عن الخارجية الأمريكية تأكيدها أن شيرمان ستتطرق إلى الحرب الروسية على أوكرانيا خلال زيارتها لإسبانيا وتركيا، أما في مصر فستلتقي بوزير الخارجية سامح شكري، في حين ستلتقي في الجزائر برئيس البلاد عبد المجيد تبون إلى جانب وزير خارجيته رمطان العمامرة، في إطار ترأسها لوفد بلادها الذي سيخوض الحوار الاستراتيجي الأمريكي الجزائري، وهو الأمر نفسه الذي ستفعله في المغرب. ومن المنتظر أن تمتد زيارة شيرمان إلى المغرب ليومين ما بين 8 و9 مارس، لتشارك في خامس جلسة للحوار الاستراتيجي في تاريخ البلدين والأولى في عهد الرئيس الحالي جو بايدن، حيث يُنتظر أن تلتقي بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ولم يُعلن بعد عن الأجندة الكاملة لهذه الزيارة التي ينتظر أن يكون الموضوع الروسي الأوكراني من بين قضاياها. وكانت آخر جلسات الحوار الاستراتيجي بين الأمريكي المغربي هي تلك التي احتضنتها واشنطن في أكتوبر من سنة 2019، وخلالها التقى بوريطة بوزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، وبعدها بشهر ونصف فقط وقع الرئيس الأمريكي حينها، دونالد ترامب، مرسوما رئاسيا يعترف بمغربية الصحراء وأعلن أيضا عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل. وكان من المنتظر أن يشارك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في هذه الجولة من الحوار، لكن الأمر تزامن مع تطورات الحرب الروسية على أوكرانيا، علما أنه كان قد التقى نظيره المغربي للمرة الأخيرة في واشنطن شهر نونبر الماضي، حين جدد المسؤول الأمريكي التأكيد على موقف بلاده من قضية الصحراء ومن دعم الحكم الذاتي، وذلك بعد لقاءات أخرى بينهما سواء مباشرة أو عبر تقنية التناظر المرئي.