لازالت عدد من الصحف الإسبانية تتعاطى مع قضية التحولات الجديدة في سياسة مدريد وميولاتها في قضية الصحراء المغربية إلى صالح الرباط، خاصة بعد العديد من القرارت التي صدرت مؤخرا من مدريد والي شكلت صدمات قوية لجبهة البوليساريو وعززت موقف المغرب في قضيته المصيرية. وحسب صحيفة "Tribunal libre" في تقرير تحليلي بخصوص هذا الموضوع، ذكر معد التقرير 4 عوامل تكشف بجلاء المواقف الجديدة لإسبانيا تجاه قضية الصحراء المغربية، وتظهر بوضوح مساندة إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي، وتضغط بذلك على جبهة البوليساريو لقبول المقترح المغربي. ووفق ذات المصدر، فإن من أول وأبرز عوامل التحول الإسباني في قضية الصحراء، هو رفض وزارة الخارجية الإسبانية إدارج العلم التابع لجبهة البوليساريو ضمن أعلام الدول الأفريقية في مقر وزارة الخارجية بمناسبة الاحتفال بذكرى يوم أفريقيا في 25 ماي الماضي. العامل الثاني، وفق ذات المصدر، هو إلغاء إسبانيا الاعتراف ب "جوازات السفر الدبلوماسية" التي كانت تُمنح لممثلي جبهة البوليساريو، وتحويلها إلى وثائق للسفر فقط، وبالتالي نفي صفة الرسمية والتمثيلية لأعضاء البوليساريو الذين يدخلون التراب الإسباني. ويضيف التقرير العامل الثالث إلى واقعة استقبال أعضاء من حزب بوديموس المشارك في الحكومة لممثلي جبهة البوليساريو في وقت سابق، الأمر الذي أجبر حكومة سانشيز لدفع بابلو إغليسياس زعيم بوديموس إلى الاعتراف بأن السياسة الخارجية لإسبانية تبقى مسألة سيادية للدولة، وبالتالي اعتبر المحللون أن هذا إشارة من بوديموس عن التخلي عن دعم البوليساريو وترك قضية الصحراء لحكومة سانشيز المساندة لمقترح الحكم الذاتي. أما العامل الرابع، وفق الصحيفة الإسبانية، يرجع إلى قرار المحكمة العليا الذي صدر مؤخرا، والذي جاء فيه إسقاط قانون منح الجنسية الإسبانية لجميع الصحروايين المزدادين قبل 14 نونبر 1975، باعتبار أن الصحراء لم تكن جزءا من التراب الإسباني. وقالت الصحيفة الإسبانية في تقريرها، بأن الحكومة الإسبانية الجديدة بقيادة سانشيز، تُرسل رسائل واضحة للجبهة وممثليها، ومفادها بأن عليهم العودة إلى المغرب وتسوية ملفهم، تحت مقترح الحكم الذاتي الذي يبدو حلا معقولا من طرف المغرب.