قال الخبير في الشؤون الدبلوماسية والعلاقات الدولية بواشنطن، سمير بنيس، إن قرار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، أعاد تسليط الضوء مرة أخرى على الصراع ومعه الجدل حول حق الصحراويين في تقرير المصير، حيث يأخذ هذا النزاع صبغة خاصة في إسبانيا حيث تدعم قطاعات واسعة من الرأي العام الاسباني والنخبة السياسية والأكاديمية والإعلامية أطروحة البوليساريو. ونشر نائب رئيس الحكومة الإسبانية وزعيم حزب بوديموس، بابلو إغليسياس ، تغريدة حث فيها الأممالمتحدة على السماح للصحراويين بممارسة حقهم في تقرير المصير بموجب قرار مجلس الأمن لعام 1995.
واعتبر مراقبون، أن حزب بوديموس الإسباني المعروف بعدائه للمغرب في قضية الصحراء بدعمه القوي لجبهة البوليساريو، أصبح أكثرة جرأة فيما يخص إصداره مواقف مستفزة تجاه المملكة المغربية، في الوقت الذي يلتزم فيه رئيس الحكومة "بيدرو سانشيز" ووزارة الخارجية الإسبانية، الصمت.
وحسب سمير بنيس، في مقال نشرته جريدة إسبانيول، فإن هذه التغريدة تدل على أمرين: أولاً: الدعم الذي تتمتع به البوليساريو من لدى بعض الأحزاب السياسية الإسبانية، والثاني تمادي هذه الأخيرة في تحليل النزاع من نفس المقاربة التي كانت سائدة قبل 25 عامًا دون مراعاة التطورات التي شهدها منذ ذلك الحين.
واعتبر الخبير المغربي، أنه "رغم أن ملف النزاع المفتعل حول الصحراء ظل على أجندة الأممالمتحدة لما يزيد عن ستة عقود، إلا أنها لم تنجح في الخروج بوصفة من شأنها ردم الهوة بين أطراف النزاع، وتمهد بالتالي الطريق نحو التوصل إلى حل متوافق عليه، مشيرا أنه منذ تبني مخطط التسوية الأممي سنة 1991، ركزت الأممالمتحدة على مدى أكثر من عقد من الزمن على التوصل إلى حل لنزاع الصحراء من خلال استفتاء يتضمن الانفصال عن المغرب كخيار من خيارات نتيجة الاقتراع.
ورغم كل المجهودات التي بذلتها الأممالمتحدة منذ سنة 1991 لتنظيم استفتاء حول مستقبل الصحراء، فإنها فشلت في تحقيق مبتغاها.
وكحل للصراع المفتعل حول الصحراء المغربية فقد تقدم المغرب منذ سنة 2007 بمبادرة رسمية سميت بمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وقد شكلت هذه المبادرة رغبة حقيقية من جانب المغرب في وضع حد للصراع المفتعل حول قضية الصحراء، حيث لاقت ترحيبا من قبل العديد من الجهات الدولية والإقليمية التي رأت في هذه المبادرة حلا جريئا ومنطقيا لنزع فتيل الأزمة.
مبادرة الحكم الذاتي، حظيت بدعم أمريكي غير مسبوق، إبان توقيع الرئيس الأسبق دونالد ترامب، قرار اعتراف واشنطن، بمغربية الصحراء.
الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، كان قد قال عقب توقيع اتفاق يعترف بسيادة المغرب على الصحراء، إن "اقتراح المغرب الجاد والواقعي بحكم ذاتي، هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم من أجل السلام والرخاء".
ووفقا للإعلان الذي وقعه ترامب، تعتقد إدارة الولاياتالمتحدة، أن إقامة ''دولة مستقلة'' في الصحراء المغربية، ليس خيارا واقعيا لحل الصراع.