جددت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونثالث لايا، موقف بلادها بخصوص النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، في رد على تصريحات حزب "بوديموس" المشارك في ائتلاف الحكومة الإسبانية. واعتبر مراقبون، أن حزب بوديموس الإسباني المعروف بعدائه للمغرب في قضية الصحراء بدعمه القوي لجبهة البوليساريو، أصبح أكثرة جرأة فيما يخص إصداره مواقف مستفزة تجاه المملكة المغربية، في الوقت الذي يلتزم فيه رئيس الحكومة "بيدرو سانشيز" ووزارة الخارجية الإسبانية، الصمت.
كما أن الخرجات الإعلامية المتكررة لحزب بوديموس، تجاه الوحدة الترابية للمملكة، تطرح عدة تساؤلات، هل هناك فعلا أزمة صامتة بين الرباطومدريد؟. وفي الأسبوع الجاري، خلال جلسة في مجلس الشيوخ الإسباني، قدمت أرانشا غونثالث لايا، توضيحات تتجلى في "حكومة مدريد تشدد على حل متفاوض بشأنه وأن يكون موقف الدولة الإسبانية ككل"، مشيرة إلى إيلاء الموضوع أهمية كبرى خاصة في الاتصالات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مشددة على مركزية الأممالمتحدة في إيجاد الحل للنزاع المفتعل حول الصحراء، وكذلك على ضرورة تعيين الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثا خاصا له في النزاع بدل هورست كوهلر الذي قدم استقالته.
واعتبرت أن إسبانيا لديها موقف ثابت وموقف الدولة الذي يتجلى في البحث عن حل عادل ودائم ومقبول من الطرفين وفق قرارات الأممالمتحدة، مشيرة في الوقت ذاته إلى استحالة تبني مدريد حلا يختلف عن المتفق عليه بإشراف الأممالمتحدة. ويستخلص من هذا التصريح عدم قبولها بحل أحادي مثل الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء.
وكانت مدريد قد عارضت اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء.
وبالنسبة، للخبير في الشؤون الدبلوماسية والعلاقات الدولية في واشنطن، سمير بنيس، فيمكن اعتبار الموقف غير الودي لإسبانيا تجاه مغربية الصحراء منذ اعترف الرئيس ترامب بسيادة المغرب عليها النقطة التي أفاضت الكأس. وتجلى ذلك في التصريح الذي أدلت به وزير الخارجية الاسبانية أرانتشا غونزاليس لايا، حيث قالت في نفس اليوم أن قرار الرئيس الأمريكي أخذ الحكومة الاسبانية على حين غرة. وأيام قليلة بعد ذلك، قالت في تصريح لإحدى الإذاعات الاسبانية إن حل نزاع الصحراء لا يتوقف على بلد واحد، مهما كان قوياً ومؤثراً، وأكدت على ضرورة التوصل لحل يحظى بإجماع دولي في إطار العملية السياسية التي ترعاها الأممالمتحدة.