وجه حزب "بوديموس" المشارك في ائتلاف الحكومة الإسبانية، اليوم الاثنين، طلبا إلى حكومة بلاده، من أجل التدخل لدى المغرب، فيما يخص قضية الناشطين الموالين لجبهة البوليساريو، بالصحراء المغربية. واعتبر مراقبون، أن حزب بوديموس الإسباني المعروف بعدائه للمغرب في قضية الصحراء بدعمه القوي لجبهة البوليساريو، أصبح أكثرة جرأة فيما يخص إصداره مواقف مستفزة تجاه المملكة المغربية، في الوقت الذي يلتزم فيه رئيس الحكومة "بيدرو سانشيز" ووزارة الخارجية الإسبانية، الصمت.
كما أن الخرجات الإعلامية المتكررة لحزب بوديموس، تجاه الوحدة الترابية للمملكة، تطرح عدة تساؤلات، هل هناك فعلا أزمة صامتة بين الرباط ومدريد، امتدت إلى تأجيل القمة المغربية الإسبانية، في مناسبتين؟.
في هذا السياق، يعتبر الخبير في الشؤون الدبلوماسية والعلاقات الدولية في واشنطن، سمير بنيس، أن العلاقات بين المغرب واسبانيا تعيش نوعاً من الفتور بعد سلسلة أحداث أبانت عن التباعد الحاصل بين البلدين على الرغم من تصريحات مسؤولي البلدين حوب متانة العلاقات بينهما. وبدأ التوتر بين الرباط ومدريد يطفو على السطح بعد أن أهان عضو في حزب اليمين المتطرف فوكس في مليلية الشعب المغربي واتهم المغرب بابتزاز إسبانيا.
وأضاف الخبير المغربي، أنه "بعد ذلك نشر بابلو إغليسياس، زعيم حزب "يونيداس بوديموس" اليساري الراديكالي ونائب رئيس الحكومة الإسبانية، في منتصف نونبر سلسلة من التغريدات حث فيها الأممالمتحدة على السماح للصحراويين بممارسة حقه في تقرير المصير. وعلى الرغم من أن الرباط لم تصدر أي تعليقات رسمية على التغريدات، إلا أنه يمكن اعتبار تلك الخطوة عملاً عدائياً لا يتماشى مع نوعية العلاقات التي تجمع البلدين.
وأشار بنيس، إلى أنه "يمكن اعتبار الموقف غير الودي لإسبانيا تجاه مغربية الصحراء منذ اعترف الرئيس ترامب بسيادة المغرب عليها النقطة التي أفاضت الكأس. وتجلى ذلك في التصريح الذي أدلت به وزير الخارجية الاسبانية أرانتشا غونزاليس لايا، حيث قالت في نفس اليوم أن قرار الرئيس الأمريكي أخذ الحكومة الاسبانية على حين غرة. وأيام قليلة بعد ذلك، قالت في تصريح لإحدى الإذاعات الاسبانية إن حل نزاع الصحراء لا يتوقف على بلد واحد، مهما كان قوياً ومؤثراً، وأكدت على ضرورة التوصل لحل يحظى بإجماع دولي في إطار العملية السياسية التي ترعاها الأممالمتحدة.