لم يتردّد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في إعلان لائحة مرافقيه إلى الرّباط الأسبوع المقبل، يتقدّهم نائبه بابلو إغليسياس، المعروف بمواقفه المعادية للوحدة التّرابية. رئيس حكومة مدريد يريدُ أن يحسم هذا الموضوع، ويتجاوز الانقسام في المواقف، رغم أنه يخشى أن تثار مسألة الصحراء. وبدا رئيس الحكومة الإسبانية عازماً على تجاوز حالة "التّردد" التي تطبع مواقف فريقه بشأن الصّحراء، فزعيم حزب "بوديموس" يساند الانفصال ويدعو إلى "تنظيم استفتاء تقرير المصير"، وهو ما يفسّر تخوّف الأوساط الرّسمية في مدريد من احتمال مناقشة "إغليسياس" هذه المسألة مع الرّباط. الزّيارة المرتقبة يوم 17 دجنبر ستضمّ فريقاً حكومياً رفيع المستوى، يتقدّمه رئيس الوزراء والخارجية، بالإضافة إلى الاشتراكي بابلو إغليسياس، الذي يمثّل أحد خصوم الرّباط في مدريد؛ وتأتي بعد أيام من انتهاك جبهة البوليساريو وقف إطلاق النّار في المنطقة العازلة. وأوردت صحيفة "إسبانيول" أنّ "الاجتماع الإسباني مع السلطة التنفيذية المغربية، وهو الأول منذ 2015، سيتناول قضايا ذات أهمية كبرى"، وتضيف بشأن حضور زعيم بوديموس: "في الأمور السّيادية والمركزية، يعرف رئيس الوزراء أن وحدة المواقف أمر مهم". ويسود تخوّف في "مونكلوا" من أن يخلط إغليسياس بين دورين: المؤسّسي والحزبي؛ فهو في المقام الأوّل نائب رئيس حكومة إسبانيا، الدّولة التي يجب أن تهتم بشكل خاص بعلاقاتها مع جارتها في الجنوب، وهو أيضا زعيم حزب يساري راديكالي، لا يمكنه أن يظل صامتا في ما يخصّ الوضع في الصحراء. وأكدت مصادر صحيفة "إسبانيول" أنّ بابلو إغليسياس سيكون في الرباط ضمن الوفد الحكومي، رغم أنها رفضت الإدلاء بتصريحات حول محتوى جدول أعماله. وقد سبق لزعيم "بوديموس" أن أثار جدلاً كبير خلال زيارة إلى بوليفيا، إذ تلقى سانشيز شكاوى من وزارة الخارجية حول موقف إغليسياس في رحلته تلك. ويبدو أنّ ضبابا كثيفا يسود العلاقات بين مدريدوالرباط، وسيحول دون اجتماع سانشيز بالملك محمد السادس، خاصة بعد زيارة المسؤول الإسباني إلى الجزائر في أول رحلة رسمية له كرئيس في أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى ملف الصّحراء، والتحالف مع فرنسا في صراعات الساحل وليبيا. وتواصلُ حكومة مدريد التّحضير لزيارة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إلى المغرب، المقرّرة في 17 دجنبر الحالي، في إطار اجتماع رفيع المستوى سيجمع مسؤولي البلدين من أجل "تعزيز العلاقات" مع أحد الشركاء الإستراتيجيين للرّباط في أوروبا. وحسب ما نقلته مصادر إسبانية فقد تمّ تحديد تاريخ الزّيارة المرتقبة لرئيس حكومة مدريد بيدرو سانشيز في 17 دجنبر الجاري، دون أن تحسم ما إذا كان المسؤول الإسباني سيلاقي الملك محمد السّادس، وفقا لجدول أعمال الزّيارة المرتقبة. ومن المرتقب أن يناقش الطّرفان المغربي والإسباني تصاعد أزمة الهجرة في جزر الكناري، وكذا الوضع في الصّحراء، عقب العملية العسكرية المغربية في منطقة الكركرات، ودعم نائب رئيس الحكومة، بابلو إغليسياس، مطلب "الاستفتاء" في الصحراء.