بدأت إسبانيا تتخوف من عدم تمكن رئيس حكومتها، بيدرو سانشيز، من لقاء الملك محمد السادس، بعد اللقاء رفيع المستوى المرتقب بين المغرب، وإسبانيا، في الرباط، في 17 من دجنبر الجاري. ونقلت وسائل إعلام إسبانية أن هناك تخوفات جدية من أن يكون سانشيز أول رئيس حكومة إسباني لن يستقبل في القصر الملكي في الرباط، بعد أشغال اللجنة العليا المشتركة، وذلك بسبب الموقف، الذي اتخذه حزب "بوديموس"، المشارك في الائتلاف الحكومي، من تطورات قضية الصحراء المغربية، بالإضافة إلى موقف النائب الثاني لرئيس الحكومة الإسبانية، بابلو اغليسياس، الذي كان موقفه مخالفا عن الموقف الرسمي الإسباني من تطورات القضية الوطنية. واللقاء رفيع المستوى بين المغرب، وإسبانيا كانت بدايته، في عام 1993، بعد سنتين من توقيع معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون، واعتاد الملك على استقبال القادة الإسبان في القصر الملكي تتويجا لهذه القمم الثنائية، حيث فعل ذلك مع خوسيه ماريا أزنار، وخوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، وماريانو راخوي، واستقبل آخر ثلاثة رؤساء في إسبانيا، قبل بيدرو سانشيز، على الرغم من أن هذه الاجتماعات جاءت في مناسبات أخرى، أيضا، في أوقات شهدت توتر العلاقات بين البلدين. واستقبلت الحكومة الإسبانية الغضب المغربي من تصريحات بابلو اغليسياس، وقالت وزيرة خارجيتها، قبل أيام على هامش لقاء أوربي، إن الموقف الرسمي لإسبانيا من قضية الصحراء هو ما يعبر عنه رئيس حكومتها، ووزارة الخارجية، بينما تبقى أي تصريحات صادرة عن أي طرف آخر من الحكومة لا تتجاوز كونها آراءً شخصية. وتأتي القمة المرتقبة بين البلدين الجارين، بعد مرور أزيد من 5 سنوات من آخر اجتماع احتضنته مدريد، جمع رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بن كيران، ونظيره الإسباني، مريانو راخوي. وتناقش القمة المغربية-الإسبانية سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجموعة من المجالات، الاقتصادية، والأمنية، والسياسية، ويبقى أبرزها ملف الهجرة غير الشرعية، والضغط المتزايد، الذي بات يفرضه وصول أفواج كبيرة من المهاجرين لجزر الكناري، انطلاقا من الشواطئ الجنوبية للمغرب.