علقت صحيفة جزائرية، على استقبال وزير إسباني، الجمعة الماضي، وفدا عن جبهة البوليساريو، بقيادة سليمة أحمد سالم، معتبرة أن الخطوة أدت إلى ما وصفته ب”تأزيم العلاقة بين إسبانيا والمغرب”. واعتبرت صحيفة “المساء” الجزائرية، أن استقبال كاتب الدولة الإسباني للشؤون الاجتماعية ناتشو ألفاريز، لمسؤولة بالبوليساريو، وتأكيده على تضامنه “مع الشعب الصحراوي”، “فجر لغما شديد المفعول” في قلب حكومة بلاده، حسب تعبيرها. ويرى متتبعون، أن الخطوة التي أقدم عليها ألفاريز، المنتمي للحزب اليساري “بوديموس”، باستقباله لمسؤولة في البوليساريو، كادت أن تتسبب في أزمة جديدة بين الرباطومدريد. وقالت الصحيفة الجزائرية، “إن هذا الاستقبال لم يكن أن يمر دون أن يحدث هزات ارتدادية في الرباطومدريد، دفعت بوزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزالير لايا، إلى إجراء اتصال مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة، لتبرير تصريحات ألفاريز، وتبرئة ذمتها من تصريحات هذا الأخير، مجددة التأكيد على موقف بلادها الداعم لجهود الأمين العام الأممي لإيجاد حل سلمي في إطار لوائح مجلس الأمن الدولي”. ورأت في ذات السياق، أنه “مهما كانت تبريرات أرانشا غونزالير لايا، فإن كاتب الدولة الاسباني المنتمي إلى حزب بوديموس اليساري، وضع حكومة بابلو اغليسياس في حرج كبير، وأكد على الشرخ الواضح داخلها عندما راح يؤكد على موقف حزبه المؤيد لتقرير مصير الشعب الصحراوي، ودفاعه عن إقامة علاقات دبلوماسية قوية مع الصحراء الغربية”، حسب تعبيرها. واعتبرت الصحيفة “أن السؤال الذي طرح في مدريد كان حول عدم وجود انسجام بين أعضاء الحكومة الواحدة في قضية حساسة بأهمية القضية الصحراوية، واستقبال عضو فيها مسؤولة صحراوية قدمت إلى إسبانيا بصفتها وزيرة للجمهورية الصحراوية مكلفة بالشؤون الاجتماعية وترقية المرأة، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين إسبانيا وجبهة البوليساريو”، حسب تعبيرها. يشار إلى أن وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي في إسبانيا، أرانشا غونزالير لايا، أكدت أن اللقاء السالف الذكر "لا يمثل موقف الحكومة الإسبانية، وأن موقف إسبانيا من ملف الصحراء لم يتغير لأنه يمثل سياسة دولة”، مضيفة أن “اسبانيا لا تعترف بالجمهورية الصحراوية، وأنها تدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة للتوصل إلى حل سلمي في إطار قرارات مجلس الأمن”.