لم تستسغ جبهة البوليساريو تبرؤ الحكومة الإسبانية من جلوس كاتب الدولة للحقوق الاجتماعية، ناتشو ألفاريز، مع وفد من الجبهة الانفصالية؛ فقد انبرى محمد سالم ولد السالك، "وزير خارجية البوليساريو"، إلى اعتبار الأمر "استمرارا لتغير سياسة الجارة الشمالية تجاه قضية الصحراء". واستغرب ولد السالك التوجهات الجديدة للحكومة الإسبانية في وقت كانت فيه الحكومات السابقة تستقبل قيادات جبهة البوليساريو، منتقدا "الدفاع الشرس الذي تبديه إسبانيا على مواقف المغرب من قضايا الصحراء وغيرها داخل ردهات الاتحاد الأوروبي ببروكسيل، خصوصا في ملفات الثروات البحرية والاتفاق الفلاحي والهجرة". وأضاف القيادي في جبهة البوليساريو أن "مواقف وزيرة الخارجية الجديدة، أرانشا غونزاليس لايا، تتماهى مع التوجه العام للرباط في قضية الصحراء"، ضاربا المثال بتصريحها الأخير بخصوص إمكانية حدوث أعمال إرهابية بمنطقة تندوف، داخل التراب الجزائري، التي تحتضن البوليساريو. وكان كاتب الدولة الإسباني للحقوق الاجتماعية، ناتشو آلفاريز، المنتمي إلى حزب "بوديموس"، قد استقبل من تسمى "الوزيرة الصحراوية للشؤون الاجتماعية وترقية المرأة"، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين إسبانيا وجبهة البوليساريو. وتتسبب هذه الخطوة المستجدة في أزمة بين الرباطومدريد، حيث كشفت وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، أنها اتصلت بنظيرها المغربي ناصر بوريطة لتوضيح موقف الحكومة الرسمي من جبهة البوليساريو. وكتبت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية، في تدوينة على حسابها الرسمي، قائلة: "اتصلت بنظيري المغربي بخصوص مقابلة وزير الدولة للشؤون الاجتماعية مع ممثل جبهة البوليساريو، وأكدت له أن المقابلة لا تعكس موقف الحكومة الإسبانية". وأضافت المسؤولة الإسبانية أن "ما تم نشره لا يمثل موقف الحكومة الإسبانية"، وأن "موقف إسبانيا لم يتغير باعتباره سياسة دولة". وأكدت المسؤولة ذاتها أن إسبانيا لا تعترف ب"الجمهورية الصحراوية"، مضيفة أن "مدريد تدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة للتوصل إلى حل سلمي في إطار قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". وكانت جبهة البوليساريو قد روجت للقاء وفدها مع وزير إسباني بشكل واسع على مواقعها الإعلامية، وأشارت إلى أن "الوفد ناقش نزاع الصحراء مع إسبانيا باعتبارها الدولة المستعمرة"، وهو ما دفع الدبلوماسية المغربية إلى الاحتجاج لدى الجار الشمالي.