قالت صحيفة "الإسبانيول" إن وكالة الاستخبارات الألمانية المضادة حصلت على "معلومات سرية وحساسة" في المغرب حول "خطط كانت الرباط تنظمها للعمل في الدولة الأوروبية، بهدف أن يصبح المغرب حليفًا لألمانيا في محاربة الجريمة المنظمة، مقابله تعترف برلين بالسيادة المغربية على الصحراء". بحسب ما أوضحه أعضاء استخبارات أجانب للصحيفة الإسبانية نفسها. برنامج تعاون ثنائي مع ألمانيا وأوضحت "الإسبانيول"، في مقال نشرته اليوم الجمعة 5 مارس الجاري، أن "المغرب سعى إلى إقامة برنامج تعاون ثنائي في وسط أوروبا على غرار المخطط الذي يحتفظ به مع حلفائه الكبار في القارة الأوروبية، إسبانيا وفرنسا؛ أولئك الذين يبلغون عن قضايا تتعلق بالإرهاب، والذين يتفقون معهم أيضًا على مكافحة تهريب المخدرات والهجرة". موردة أن "موقف ألمانيا الحازم من القانون الدولي قد أثر على قرارات بقية الدول الأوروبية فيما يتعلق باتخاذ موقف من الصراع في الصحراء، بحسب تقارير من باريس إلى الرباط". "وأثارت الخطط المغربية التي تم الكشف عنها أزمة دبلوماسية بين البلدين"، تضيف الصحيفة نفسها، وذلك "بناء على أمر وزير الخارجية ناصر بوريطة الموجه إلى حكومته بتجميد العلاقات مع منتسبي السفارة والمؤسسات الألمانية في المغرب". وأشار المصدر نفسه إلى "تفاجئ برلين من قرار المغرب ما دفعها إلى تعليق منح تأشيرات شنغن للمغاربة"، لافتة الانتباه إلى "استدعاء ألمانيا للسفيرة المغربية في العاصمة الألمانية زهور العلوي، للتشاور العاجل "لتوضيح الحقائق" في مقابلة مع وزيرة الخارجية، وذلك بعد يوم واحد من تسريب الوثيقة للصحافة". عملاء من أصول ريفية وأكدت "الإسبانيول" ما انتهى إلى علمها بأنه "تم اكتشاف عملاء مكافحة التجسس الألمان من قبل شخص من السفارة في الرباط، الذي حذر من جهودهم قبل أسبوعين". ولفتت الصحيفة إلى أن "أجهزة الاستخبارات في حكومتي ألمانيا (mad) وهولندا (mivd)، جندت مؤخرًا موظفين من أصول ريفية كرؤساء لقسم الإرهاب ومكافحة التجسس في منطقة المغرب العربي". نقطة مرجعية للمعلومات مشددة على أنهم "اكتشفوا خططًا حساسة كانت تنوي الخدمات المغربية تنفيذها في ألمانيا بهدف أن تصبح نقطة مرجعية للمعلومات حول الجريمة المنظمة، وذلك من خلال مؤسسات وجمعيات في شمال المغرب". وبهذه الطريقة، تضيف الإسبانيول "يمكن للمغرب إنشاء علاقات تعاون مماثلة لتلك التي تحتفظ بها حاليًا مع إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة، التي توفر لها معلومات حول الإرهاب وتهريب المخدرات والهجرة". وأوردت الصحيفة الإسبانية نفسها أنه "تم تقديم المكتب المركزي للتحقيقات القضائية (bcij)، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطنية (dgst)، كمعيار دولي في تفكيك الخلايا الإرهابية، بما في ذلك السيطرة على "الذئاب المنفردة" التي تجذب الأعضاء الجدد بشكل رئيسي على الشبكات الاجتماعية". وأنه "منذ عام 2002 ، تمكن المغرب من تفكيك ما مجموعه 2009 خلايا إرهابية، واعتقال 3535 شخصًا، وإفشال أكثر من 500 مشروع هجوم، وفقًا للبيانات الرسمية". مأزق بيوقراطي ويرى كاتب المقال أن هناك "مأزق بيروقراطي بين الرباطوبرلين، ستتبعه مناقشات أعمق، يمكن أن تؤدي إلى انهيار على مستويات أخرى. من حيث المبدأ، وأن الأزمة لن تؤثر على العلاقات التجارية بين البلدين، لأن ألمانيا حليف استراتيجي للمغرب مع اتفاقيات في قطاع الطاقة المتجددة، خاصة في الصحراء، إضافة لبنكين وطنيين ألمانيين، وشركات في شمال البلاد". وذكرت الصحيفة نفسها، أن "الصحافة المغربية لخصت أسباب الأزمة بين ألمانيا والمغرب في: عدم دعوة المغرب من المستشارة أنجيلا ميركل للقمة الليبية التي عقدت في برلين في يناير 2020؛ ورفع علم جبهة البوليساريو على واجهة مبنى عام في مدينة بريمن بمناسبة الذكرى 45 لتأسيس الجبهة، علاوة على موقف ألمانيا ضد المرسوم الرئاسي لدونالد ترامب الذي اعترف بسيادة المغرب على الصحراء في 10 دجنبر 2020". أحمد الهيبة صمداني