يختلف المجلس البلدي لمدينة الدريوش عن سائر مجالس الإقليم وربما عن مجالس المملكة برمتها بخصوصية خاصة جداً لا يمتلكها أي مجلس في المغرب الحبيب حيت تنعدم المعارضة ولا يسجل عبر جلساته على امتداد السنة أي اختلاف في الرأي ولا خلاف حول قضية كما نشهد في العديد من المجالس الحضرية والقروية وتمرر القرارات بسلاسة بالغة لا يشعر بها حتى أعضاء المجلس أنفسهم بتصويت على جميع ما يقترحه رئيسهم دون أي امتناع ولا اعتراض سواءً فهموا المقترح أم لم يفهموه . وفي العديد من الأحيان يخجل السيد الرئيس أمام الضيوف ممثلي المصالح الخارجية للموافقة الكاملة وبالإجماع على كل القرارات التي يتقدم بها سيادته والتي تلقى موافقة جميع الأعضاء مبررا لهم ذلك أن جل الأعضاء يتمتعون بغيرة كبيرة على مدينتهم ولا يسمحون بعرقلة تنميتها واعتراض مسيرتها التنموية عبر رفض القرارات أو مناقشتها وتضييع الوقت في التوضيح . ونحن نعود مرة أخرى لطرح هذا السؤال: ما السبب في هذا التوافق الكامل وغياب المعارضة بشكل منعدم كلياً في جميع القرارات دون استثناء ؟؟ فلا وجود للتنمية بدون ديمقراطية ولا ديمقراطية بدون معارضة لأن دورها أساسي وجوهري في تصحيح مسار التنمية المستدامة وتقويم الاعوجاج والوقوف على الاختلالات التي تشهدها بعض المجالس. إن مسألة تدبير شؤون الجماعة المحلية وتحقيق درجة التنمية يقتضي توفير أطر مثقفة عارفة بشؤون التدبير وتسيير على اختلاف المراحل وملمة بقضايا المواطنين سواء الاعتيادية أو الطارئة وخير مثال في الطوارئ فيضان وادي كرت و كيف تعامل المجلس آنذاك أثناء الكارثة ولا زال هذا الملف بعد ثلاثة سنوات لم يعرف طريقه إلى الحل، بل يقتضي تدبير شؤون الجماعة منتخبون يعرفون حقوقهم وواجباتهم اتجاه المواطنين أولا لأنهم يرجع الفضل إليهم في وصولهم إلى هذه المكانة لمن انتخب بنزاهة وهم قلة قليلة إنْ لم أقل أقلّ وأما غير ذلك فلا حديث عنه. وإذا أجبنا على الحالة الخاصة بمجلسنا الحضري نجد عددا كبيرا من المنتخبين داخل المجلس لا يتوفرون على أدنى مستوى تعليمي بل منهم من لا يعرفون حتى الكتابة والقراءة وهو ما يُعتبر من بين الأسباب التي قد تساهم في سوء التسيير والتدبير وتجعل الرئيس دون سواه هو الذي يقترح جميع القرارات ويتم التصويت عليها بالإجماع وبدون معارضة ما دام أن الأعضاء المنتخبة المشكلة للمجلس دون المستوى المطلوب لأن الأمور أسندت لغير أهلها وفاقد الشيء لا يعطيه. وهذه الحصيلة تدفعنا لسؤال ثاني كيف جاء هؤلاء الأعضاء المنتخبون إلى المجلس البلدي؟؟ وأتوقف هنا وأترك الإجابة للقارئ الكريم الذي ينتمي لبلدية الدريوش دون غيره وأعفي الآخرين لأن أهل مكة أدرى بشعابها.