يشعر الكثيرون بالقلق بشأن سلامتهم العقلية في المستقبل، ويتساءلون بشأن ما إذا كانت هناك خطوات معينة يمكن القيام بهم للحفاظ على الوظائف الإدراكية والعقلية للمخ عندما يتقدم بهم العمر. وسلّط فريق بحثي من الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب الضوء على مجموعة من العوامل التي يمكن أن يكون لها تأثير على صحة العقل على المدى الطويل. وقالت الباحثة كارلين جاكسون، رئيس الأكاديمية سالفة الذكر، إن "أطباء الأعصاب هم خبراء في صحة العقل، ولديهم الخبرة والتدريب لمساعدة الشخص من أجل الحفاظ على العقل في حالة جيدة طيلة حياته". وفي مقال أوردته الدورية العلمية Neurology المتخصصة في طب الأعصاب، أورد الفريق البحثي من جامعة ميتشجن الأمريكية عددا من النصائح التي لابد من الالتزام بها للحفاظ على صحة العقل. وقال الأطباء إنه ينبغي الحصول على قسط وافر من النوم وتجنب الأرق والحصول على بعض الوقت للقيلولة خلال النهار. ونصح الباحثون بتجنب القلق والتوتر والعزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة وغير ذلك من المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تؤثر على سلامة العقل. ولا بد أيضا من تناول وجبات غذائية صحية ومتكاملة غنية بالفيتامنيات والمكملات الغذائية. وأكد الباحثون أهمية ممارسة التدريبات الرياضية كمعيار أساسي للحفاظ على الصحة بشكل عام. وينبغي الحرص على العلاقات الاجتماعية الداعمة للنفسية والحفاظ على علاقات وثيقة مع الأصدقاء وأفراد الأسرة. وأبرز الباحثون ضرورة تجنب الصدمات والحوادث قدر المستطاع للحفاظ على سلامة العقل؛ وبالتالي ينصح بارتداء أحزمة الأمان في السيارة وخوذة الرأس عند ركوب الدارجة النارية أو الهوائية وتجنب السقوط والاهتمام بمعرفة المخاطر المهنية وتلافيها قدر المستطاع. ولا بد من الاهتمام بضغط الدم وتجنب ارتفاعه ومتابعته باستمرار من خلال الأطباء المتخصصين. ويُنصح أيضا بمتابعة مستوى السكر في الدم والكوليسترول والحفاظ على الوزن السليم والتحقق من عدم وجود أية أمراض وراثية قد تؤثر على سلامة العقل في المستقبل. وحذر الأطباء من خطورة العدوى بالأمراض المختلفة وتأثيرها على الصحة العقلية، ونصحوا بالسعي إلى علاج أي مرض أو عدوى يتعرض لها الجسم دون إهمال مع الحرص على تناول اللقاحات المتاحة لتقليل احتمالات الإصابة بالأمراض المعدية. كما حذر الأطباء أيضا من خطورة التدخين والإفراط في تناول الكحوليات وتناول الأدوية بدون نصيحة الطبيب. وقال الفريق البحثي، في تصريحات للموقع الإلكتروني "هيلث داي" المتخصص في الأبحاث الطبية، إنه ينبغي الحرص على الابتعاد عن مصادر التلوث سواء تلوث الهواء أو مياه الشرب. وأوضح الفريق البحثي أن الشعور بالقلق بسبب المشكلات الحياتية على اختلاف أنواعها يؤثر على سلامة العقل على المدى الطويل.