قلل قياديون في حزب العدالة والتنمية من خطوة إشراك خصمهم اللدود حزب كاتب الدولة السابق في الداخلية ، فؤاد عالي الهمة، في التحالف المسير لمجلس مدينة الرباط، نافين أن تكون هناك محاولات لإبعاد حزبهم من تسيير العاصمة أو حدوث تصدع في التحالف، الذي قاد الاتحادي فتح الله ولعلو إلى عمودية الرباط خلفا للحركي عمر البحراوي. واعتبر لحسن الداودي، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وعضو منتخب في مجلس مدينة الرباط، أن إشراك أحزاب المعارضة، ممثلة في حزب الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية، في الأغلبية المسيرة لمجلس المدينة، لن يكون له أي تأثير على تحالف حزبه مع حزب المهدي بنبركة، وأن دورها في مكتب مجلس المدينة سيكون «استشاريا». وقال الداودي في اتصال مع «المساء» إن «ما ينبغي التأكيد عليه هو أن التحالف المسير للرباط ما زال قائما، وأن إشراك الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية في تمثيلية مكتب المجلس سينحصر في المشاركة في المناقشة دون أن يكون لهما حق التصويت أو الاستفادة من التعويض». الداودي أكد أن توسيع تمثيلية مكتب مجلس الرباط بمستشارين من المعارضة أملته «الرغبة في تجاوز الصراعات والوصول إلى تدبير مريح لمجلس المدينة، مما ستكون له آثار إيجابية على المدينة والمواطنين»، مشيرا إلى أن توسيع تمثيلية مجلس المدينة كان من اقتراح ولعلو، بعد استشارة أعضاء العدالة والتنمية في المجلس الذين لم يبدوا أي اعتراض على اقتراحه. وبينما تعذر الاتصال بالاتحادي فتح الله ولعلو، عمدة الرباط، قال نائبه عبد السلام بلاجي، عن حزب بنكيران، إن اتفاقا تم بين مكونات المكتب المسير من أجل العمل على توسيع وتعزيز الأغلبية لما فيه من فائدة ستعود على تدبير المدينة ومصلحة المواطنين، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المكونات المنخرطة في التحالف المسير للرباط قد انخرطت منذ نحو شهر في إجراء اتصالات مع أحزاب في المعارضة من أجل توسيع تمثيلية مكتب مجلس مدينة الرباط بمستشارين من المعارضة. وأوضح بلاجي أن إشراك أحزاب المعارضة تم بعد مفاوضات ومشاورات متعددة بين قياديين في الأجهزة المحلية للأحزاب الممثلة في مجلس المدينة، ولم يكن قرارا اتخذ على مستوى الأجهزة الوطنية، نافيا أن يكون تطعيم التحالف الذي يجمع الإسلاميين بالاتحاديين قد تصدع. وقال:» تحالفنا كأغلبية ما زال قائما ولم يتصدع، ونحن الآن بصدد توسيع الأغلبية وتعزيزها بإشراك الجميع لاعتقادنا أن ذلك التوسيع فيه فائدة كبرى ستعود لا محالة على تدبير شؤون المدينة من خلال تقديم أفكار ومقترحات جديدة»، مضيفا في تصريحات ل»المساء»: «بدأت الأحزاب بمختلف توجهاتها تقتنع بعدم جدوى المعارضة على مستوى المجالس الجماعية على اعتبار أن طبيعة العمل الجماعي يختلف عن العمل البرلماني. كما أن الأحزاب، التي كانت قد اتخذت موقفا من حزب العدالة والتنمية، بدأت تراجع موقفها، وهو ما يمكن أن نستشفه من خلال اقتناع حزب «البام» بمشاركتنا في تسيير مدينة طنجة». جدير ذكره أن أحزاب التحالف الذي يقوده حزب العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار ومجموعة إبراهيم الجماني كانت قد أصدرت بيانا أكدت فيه عزمها على تشكيل أغلبيتها لنيل عمودية مدينة الرباط ل«خدمة ساكنة المدينة وقطع الطريق على المفسدين والانتهازيين».