أعلن حزب الاستقلال، زوال أول أمس الثلاثاء، عن انسحابه من التحالف الرباعي (الأصالة، الاتحاد الدستوري، الاستقلال، الحركة الشعبية) الذي قاد محمد ساجد إلى عمودية البيضاء. ولم تشفع جميع المحاولات، سواء التي قادها أمناء بعض الأحزاب أو وزارة الداخلية في شخص سماحي، عامل ومستشار بديوان وزير الداخلية شكيب بنموسى، الذي حل زوال أول أمس بالبيضاء من أجل تقريب وجهات النظر بين الأحزاب المتنافسة، في ثني الفريق الاستقلالي عن قراره والاستمرار في جلسة التصويت لرأب التصدع الذي حصل وسط التحالف الذي رسم خطوطه العريضة فؤاد عالي الهمة. وعلى إثر هذا المستجد، تشكل مساء أول أمس الثلاثاء، تحالف جديد مكون من ستة أحزاب (الاتحاد الدستوري، الأصالة، العدالة والتنمية، الحركة الشعبية، التجمع الوطني للأحرار، جبهة القوى الديمقراطية) حيث اتفقت أطراف التحالف بمنزل العمدة محمد ساجد على مواصلة جلسة التصويت التي من المفترض أن تكون قد عقدت زوال أمس الأربعاء حوالي الساعة الثالثة زوالا، واتفق منسقو الأحزاب الستة على أن يتم اقتسام المقاعد الخمسة المتبقية، بالإضافة إلى كاتب المجلس ومقرر الميزانية بالتساوي، علما بأن بعض الأحزاب داخل التحالف تطالب بأن يراعى في تمثيلية الأحزاب عدد المقاعد التي حصل عليها كل حزب خلال اقتراع الجمعة 12 يونيو الجاري. ويطالب حزب العدالة والتنمية خلال المفاوضات التي يجريها مع باقي منسقي الأحزاب بأن يكون التحالف الجديد عموديا يمتد من مجلس المدينة إلى المقاطعات، ويأمل الحزب أن تكون المكاتب المسيرة للمقاطعات مشكلة من أحزاب التحالف الجديد. وقال مصدر مقرب من الحزب وعضو بمجلس المدينة : «لا يعقل أن يتشكل مكتب المجلس من أحزاب ومكاتب المقاطعات من أحزاب أخرى». وحمل أحمد القادري، رئيس مقاطعة المعاريف وعضو الفريق الاستقلالي، مسؤولية انسحاب فريقه من التحالف الحزبي الذي قاد محمد ساجد إلى عمودية الدارالبيضاء للأحزاب التي خرقت مضامين الاتفاق. وقال القادري في اتصال هاتفي ل«المساء»: «نحن التزمنا مع شركائنا ومع منتخبينا وعندما ولجنا القاعة التزمنا بالتصويت على النواب الذين تم الاتفاق عليهم. وعندما تقدم فهر الفاسي حفيد سيدي علال الفاسي صوتوا ضده لصالح شخص آخر». وقال القادري إن دخول الفريق الاستقلالي بالبيضاء إلى التحالف المشكل من حزب الاتحاد الدستوري والأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية تم بناء على مشاورات كان أساسها ألا تتم شخصنة التسيير في الدارالبيضاء أو الانفراد بالقرارات والعمل على التجاوب مع حاجيات المواطنين. وأكد القادري أن حزبه دخل إلى التحالف الذي يجمع الأحزاب الأربعة بناء على اتفاق يقضي بوضع مخطط مدروس ومحدد الزمان بآليات تمويل حقيقية، واعتبر أن العمل الجماعي بمجلس المدينة يجب أن يتجه إلى إعادة المصداقية في العمل الجماعي عبر إشراك المقاطعات التي ظلت معزولة خلال التجربة السابقة. وحتى منتصف نهار أمس، مازال بعض مستشاري العدالة والتنمية معتصمين داخل القاعة. وأربك توقف عملية تشكيل مكتب مجلس المدينة السلطات المحلية على مستوى مقاطعات الدارالبيضاء، التي وجهت مراسلات للمنتخبين من أجل انتخاب رؤساء ومكاتب المقاطعات أول أمس الثلاثاء، حيث اضطرت السلطات إلى تأجيل هذه العملية إلى حين الانتهاء من انتخاب مكتب مجلس المدينة.